يصعب تطبيق أي نوع من المراسيم لحظر النميمة، لكن بعض المجتمعات تعتبرها أمراً بغيضاً جداً، كما الحال في الفيليبين. أما صورتها الأبسط فتتمثل في كونها استراتيجية يستخدمها أفراد لتعزيز سمعتهم ومصالحهم على حساب الآخرين، في حين تؤكد الدراسات أنه يمكن استخدامها بطرق قاسية لأغراض أنانية.
يورد تقرير نشره موقع "بغ ثينك" أن أحداً لا يمكن أن يتجاهل حقيقة أن قصص "القيل والقال" جزء أساسي من حركة المجتمع، "لذا لا يمكن اعتبارها عيباً في الشخصية، بل مهارة اجتماعية متطورة جداً". ويشير إلى أن من لا يستطيعون القيام بها في شكل جيد يجدون صعوبة في الحفاظ على العلاقات، ما يعني أن الناس كمخلوقات اجتماعية "مجبرون على النميمة".
والثرثارون الجيدون اليوم هم من أصحاب النفوذ والشعبية في مجموعاتهم الاجتماعية، أما الأشخاص غير المنتمين إلى "شبكات الثرثرة" فلا تثق المجموعة بهم ولا تقبلهم، وقد يجدون أنفسهم حتى في عزلة، رغم أنهم يقدمون أنفسهم على أنهم "روح عاقلة" يرفضون المشاركة في النميمة.
في مكان العمل، أظهرت دراسات أن النميمة غير الضارّة مع الزملاء قد تبني تماسكاً وترفع الروح المعنوية. كما أن إدراك شخص أن آخرين يتحدثون عنه بسبب مخالفته التوقعات في شأن تقاسم الموارد في العمل أو الوفاء بالمسؤوليات قد يشكل عامل ضغط عليه لجعله أفضل.
وتميّز عالمة النفس البلجيكية شارلوت دي باكر بين الثرثرة التي تعلم الاستراتيجية وتلك التي تستهدف السمعة، وتقول: "تثير أنواع من القيل والقال الاهتمام عبر تناولها مواقف عن حياة والموت ومآثر ملحوظة قد يتعلم منها المرء استراتيجيات يطبقها في الحياة. والاهتمام بالمشاهير أحد أمثلة الاهتمام الفطري بحياة الآخرين والتعطش لتعلم استراتيجيات الحياة".
ويتحدث عالم الأنثروبولوجيا جيروم باركو عن أن الألفة التي يشعر بها الناس مع المشاهير تمثل "أحجاراً ثقافية" مشتركة تسهّل أنواع التفاعلات غير الرسمية التي تساعدهم في الشعور بالراحة في محيط جديد، كما قد تعزز مواكبتهم حياة الممثلين والسياسيين والرياضيين أكثر مهارة اجتماعياً في التعامل مع الغرباء، وحتى في بناء علاقات جديدة.
وفي النهاية، تستلزم النميمة الناجحة أن يكون الشخص لاعباً جيداً في الفريق، ويشارك المعلومات الأساسية مع الآخرين بطرق لا يُنظر إليها على أنها خدمة ذاتية. وهنا لا بد من معرفة الوقت المناسب للتحدث، ومتى يكون من الأفضل إبقاء الفم مغلقاً.