يعاني سكان المخيمات شمالي إدلب تكدس النفايات وقلة سبل التخلص منها من المعنيين، إضافة إلى قلة الحاويات وسرقة الكثير منها، ما أدى إلى انتشار الروائح الكريهة والحشرات بين الخيام بكثرة.
وقالت علياء الشامان (33 عاماً) وهي نازحة مقيمة في مخيمات دير حسان شمال إدلب إنها تضطر إلى قطع مسافة بعيدة عدة مرات في اليوم للوصول إلى حاويات المخيم، بينما لا يفعل الكثيرون ذلك، وإنما يرمون النفايات أمام الخيام ما ساهم في انتشار النفايات هنا وهناك.
وأضافت أنها منذ مدة قصيرة تم توزيع حاويات صغيرة على المخيم وكانت بحوزتها إحداها غير أنها سرقت من أمام خيمتها دون أن تعرف من السارق، لتفاجأ في وقت لاحق بقيام بعضهم بزرع أشجار في تلك الحاويات وآخرين يبيعونها خرداوات.
النفايات تسبّب انتشار الأمراض
وتتساءل الشامان عن المسؤول عن نقل القمامة وحماية الحاويات من السرقات، إذ إن الأمر تكرر حتى أصبحت الفوضى لا تطاق على حد وصفها، خاصة أن انتشار القمامة في أرجاء المخيم أدى إلى إصابة اثنين من أبنائها بأمراض الليشمانيا الجلدية.
أما النازحة المقيمة في مخيمات قاح، حياة الشوقي (42 عاماً) قالت إنها لا ترغب في مغادرة خيمتها جراء إصابتها بأمراض الربو التحسسي بسبب الروائح النتنة المنتشرة بسبب الإهمال وانتشار النفايات في أرجاء المخيم، مضيفة أنه " ليس المساعدات الإغاثية التي انحسرت كثيراً مؤخراً وإنما أيضاً المساعدات الخدمية، فأحياناً يمر أسبوعان وأكثر قبل أن تأتي المركبات التابعة للمنظمات من أجل ترحيل القمامة من المخيمات".
"أكثر من مرة تشاجرت مع الجيران وساكني المخيم بسبب رمي القمامة بين الخيام أو خارج الحاويات الصغيرة التي هي عبارة عن قصّات براميل لا تكاد تتسع لنفايات خيمتين، غير أن ساكني عشرات الخيام يتشاركون في رمي نفاياتهم فيها ما أدى إلى تراكم القمامة بكثرة".
من جانبه قال مدير مخيم التح شمال إدلب عبد السلام اليوسف لـ"العربي الجديد" إن المخيمات تواجه خطراً كبيراً بعد أن توقفت عدة منظمات مؤخراً عن مشاريع تزويد المياه وشفط الجور الفنية وترحيل القمامة.
وأشار إلى المشكلات المتعلقة بصغر الحاويات وقلة عددها ووضعها على أطراف المخيمات ما يسهم في سرقتها من بعضهم، حتى حين يتم تفريغها من المركبات الخاصة لا يتم تنظيف ما حولها أو ترحيلها، حيث يساهم صغر حجمها في انتشار القمامة حولها، ما يؤدي إلى انتشار الجراثيم وتجمع الحشرات والأمراض.
ويقترح اليوسف وضع حاويات كبيرة يصعب حملها وسرقتها من بعضهم وزيادة عدد تلك الحاويات وعدد العمال والمركبات العاملة في ترحيل القمامة، "إذ إنه لا يمكن لمخيم يضم أكثر من 500 عائلة أن يوضع فيه 30 حاوية فقط، كما أنه لا يمكن استخدام سيارة ترحيل قمامة واحدة لأكثر من 20 أو 30 مخيماً" على حد وصفه.
مخاطر صحية عديدة متعلقة بوجود النفايات على مقربة من الأماكن السكنية تحدثت عنها لـ"العربي الجديد" الطبيبة المختصة بالأمراض الجلدية ريم الجنيد، قائلة إنه في حال تكدس النفايات قد يكون من الصعب حصر المخاطر الصحية، وذلك نتيجة جذب هذه النفايات للذباب والحشرات والفئران، والتي جميعها تنقل البيكتريا والفيروسات والطفيليات والجراثيم إلى الإنسان.
وأهم تلك الأمراض قالت إنها متعلقة بالتهاب الجلد والليشمانيا والجرب والقمل والكزاز والتهاب الأمعاء والكبد ونقص المناعة، عدا عن الآثار النفسية الصادرة عن تشويه منظر المكان وانبعاث الروائح الكريهة ما يؤدي إلى الضيق والاكتئاب جراء الاستيلاء والشعور بالظلم والإهمال.