النازح محمد الحميد... من ضحايا تخفيض المساعدات الإنسانية شمال غربي سورية

30 نوفمبر 2023
عمل محمد في مهنة المعجنات منذ 23 عاماً لكنه حالياً في عطالة (العربي الجديد)
+ الخط -

أسابيع قليلة وتنتهي عملية إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا لمناطق شمال غرب سورية، بعدما أعلنت الأمم المتحدة التوصل لتفاهم مع السلطات السورية لاستمرارها لمدة ستة أشهر منذ أغسطس/ آب الماضي.

تخفيض كبير طرأ على قيمة المساعدات الإنسانية عدة مرات خلال العام الجاري 2023 تجاوز الـ70 بالمائة المقدمة من برنامج الأغذية العالمي WFP للمدنيين شمال غربي سورية، مما فاقم معاناة النازحين خاصة بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة في فبراير/شباط الماضي وندرة فرص العمل على الرغم من إجراء أكثر من 250 بعثة أممية للمنطقة خلال العام الجاري.

هذا الانخفاض أدى لتدهور الحالة المعيشية للمدنيين وخاصة قاطني المخيمات شمال غربي سورية والذي انعكس أثره على فرص العمل.

النازح من بلدة كفرومة بريف إدلب الجنوبي إلى مخيم كفرومة على طريق باتبو كللي في إدلب محمد الحميد والذي يعمل في مهنة المعجنات منذ 23 عاماً، كان من نصيب معدات عمله أيضا النزوح معه منذ خمسة أعوام، لكنها الآن تشبه قطع الخردة فهي عبارة عن كومة حديد مغطاة بالقماش ومرمية في الطريق خارج خيمته.

يقول محمد الحميد لـ"العربي الجديد": "بعد نزوحي بنيت خيمة لعائلتي وأخرى لورشة المعجنات، كان العمل جيدا في العام الأول من النزوح لكنه تراجع في العام الثاني وانعدم في الثالث، واضطررت لإغلاق خيمة المعجنات مع انخفاض المساعدات وقلة حركة البيع والشراء، ثمن فطيرة الجبنة الصغيرة 8 ليرات هو أغلى من ثمن ربطة الخبز".

لم يكن محمد الوحيد المستفيد من العمل فقد كان يوزع العمل على أولاده الثلاثة، بالإضافة لعاملين بين الوقوف على العجانة وآلة رقّ العجين والفرن وتلبية الزبائن، وبالتالي فقد خسرت 3 عائلات مدخولا جيدا من المال يوفر لها حاجاتها الأساسية لكنها اليوم في انتظار سلة إغاثية كل 3 أشهر والتي لا تكفيها بضعة أيام.

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

من جهته، حذر "منسقو استجابة سورية" في بيان لهم أمس الثلاثاء، كافة الجهات الإنسانية من استمرار عمليات التخفيض في المساعدات الإنسانية ومن الانزلاق إلى مجاعة كبرى لا يمكن السيطرة عليها، كما طلبوا من كافة الجهات الدولية العمل على زيادة الدعم المقدم للمدنيين، وخاصة في ظل الوضع الاقتصادي المتردي في شمال غرب سورية وعدم قدرة الآلاف من المدنيين على تأمين احتياجاتهم الأساسية من الغذاء.

المساهمون