تتعمّد قوات النظام السوري والقوات الروسية والمليشيات الإيرانية استهداف المنشآت الحيوية في مناطق شمال غربي سورية، في كل من إدلب وأجزاء من ريف حلب الغربي، مُكرّرة استهداف المدارس والمراكز الصحية، بهدف تحقيق أكبر ضرر ممكن وحرمان السكان من الخدمات الصحية والطلاب من مواصلة تعليمهم في المنطقة.
ومن البلدات التي استهدفت فيها المدارس، بلدة التوامة في ريف محافظة إدلب شمال غربي سورية، وفق زياد عرب مدير مدرسة عمر الغربية في بلدة التوامة الذي تحدث لـ"العربي الجديد" عن استهداف البلدة على مدار الأيام الماضية وتعليق الدوام في المدارس حتى تاريخ اليوم الأربعاء، قائلا: "تم استهداف قرية التوامة بالراجمات مما أدى إلى تعطيل عدد من المؤسسات التعليمية، ولو كان الأطفال ضمن الدوام لوقعت مجزرة، بلا شك فإن النظام يتعمد خلق جيل أميّ لا يطالب بحقوقه من خلال استهدافه المدارس".
وتابع عرب "الاستهداف أدى إلى خلق حالة من الذعر والخوف، ولذلك تم تعليق الدوام لمدة يومين في مدارس التوّامة، حرصا على سلامة الأطفال، وأيضا لكون قسم من الأهالي نزحوا عن البلدة"، وأشار إلى مرافقته عناصر الدفاع المدني خلال تفقدهم المنشآت التعليمية المتضررة والمنازل التي أصيبت بالقذائف، بالإضافة إلى موقع سقوط صاروخ نابالم حارق وقنابل عنقودية.
وبالنسبة لاستهداف البنى التحتية والمستشفيات في محافظة إدلب والريف الغربي لمحافظة حلب، قال الناشط الإعلامي عدنان الطيب لـ"العربي الجديد": شهدنا في الآونة الأخيرة استهدافاً ممنهجاً للمنشآت التعليمية والصحية، إذ قصفت المدارس والمراكز والأسواق في كل من أريحا والتوّامة ترمانين وجبل الزاوية في ريف محافظة إدلب، والأبزمو في الريف الغربي لمحافظة حلب، والاستهداف مقصود بهدف القتل وبث الرعب في النفوس، وحرمان الناس من الخروج للأسواق ومنع الأطفال من التعليم والأهالي من تلقّي الخدمات الصحية.
وأضاف "تم استهداف مستوصفين في أريحا والتوامة وخرجا عن الخدمة، كما استهدف بداية الحملة العسكرية مطلع الشهر الحالي مشفيين في مدينة إدلب. النظام يحاول إيقاع أكبر عدد من الإصابات والضحايا، كما يتعمد حرمان المصابين من تلقي العلاج، ولهذا فإننا كنشطاء ندين بشدة الاستهداف المتكرر لهذه المنشآت".
من جهته، لفت حسن عساف مدير مركز التوامة الصحي خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن القذائف التي تضرر بسببها المركز الصحي لم تصبه بشكل مباشر، بل أصيب بشظايا فقط، والقذائف سقطت على بعد 75 مترا منه، مؤكدا أيضا استهداف مدرستين في البلدة تزامنا مع سقوط القذائف في محيطه.
ومن بين المنشآت الصحية التي طاولها قصف النظام السوري خلال الأيام الماضية، المشفيان الجامعي والوطني في مدينة إدلب، الذي تسبب في سقوط عدد من القتلى والمصابين، بالإضافة إلى أضرار فيهما، كما تضرر أيضا مبنى مديرية صحة إدلب إثر القصف.
وسجّل فريق منسقو استجابة سورية في بيان صدر عنه، أمس الثلاثاء، استهداف أكثر من 88 منشأة حيوية تقدم خدماتها للمدنيين وتشمل المدارس، والأسواق الشعبية، والمخيمات، والمشافي، والنقاط الطبية، بالإضافة إلى دور العبادة. مبيناً أن جرائم الحرب والانتهاكات واسعة النطاق التي تقوم بها قوات النظام السوري وروسيا على مناطق شمال غربي سورية، مستمرة دون أي رادع من كافة الجهات للهجمات التي تستهدف المدنيين في المنطقة.