يستمرّ الجدل حول المكملات الغذائية، وينقسم خبراء الصحة بين مؤيد ومعارض. ويبحث العديد من الأفراد عن كيفية تعزيز صحتهم من خلال وسائل مختلفة، بما في ذلك استخدام المكمّلات الغذائية. وأصبحت هذه المنتجات عنصراً أساسياً في حياة الناس في جميع أنحاء البلاد، إذ يتناولها 38 في المائة بشكل يومي. ويقدّر حجم سوق الفيتامينات والمكملات الغذائية في بريطانيا بنحو 520 مليون جنيه إسترليني بحسب تقرير لوكالة مينتل المتخصصة في أبحاث السوق عام 2022. وتتزايد شعبيتها بوتيرة سريعة حول العالم وليس فقط في المملكة المتحدة، وخصوصاً تلك المتعلقة بنمو الشعر والجلد والأظافر، ومن المتوقّع أن تصل قيمة هذه المكمّلات على الصعيد العالمي إلى 6.35 مليارات دولار بحلول عام 2028.
وتعود قضية فوائد المكمّلات الغذائية من عدمها إلى الواجهة، بعدما أشارت دراسة أميركية حديثة إلى أن الفيتامينات المتعدّدة قد تكون المفتاح لإبطاء شيخوخة الدماغ والحفاظ على الذاكرة. مع ذلك، يتمسّك عالم الأوبئة البروفيسور تيم سبيكتور، من جامعة "كينغز كوليدج" البريطانية، بموقفه، قائلاً إن المكمّلات الغذائية لا تقدم أي فوائد صحية على الإطلاق. ويحثّ الناس على التركيز على تناول الأطعمة المفيدة، لافتاً إلى أنه يتم تطوير هذه المكمّلات من قبل شركات الأغذية الكبرى، وتُصنع في مصانع شاسعة في الصين. لذلك، فإنّ 99 في المائة من هذه المكمّلات لم تظهر أي فوائد صحية كبيرة.
وهذا الجدل ليس جديداً، وسبق أن قال خبراء إنه لا جدوى من هذه المكمّلات الغذائية، وهي إهدار للوقت والمال. ويشدّد معظم الخبراء على أن الطعام الذي نتناوله هو الدعامة الأساسية لصحتنا، بيد أنّنا نحتاج أحياناً إلى المكملات الغذائية مع تطور احتياجاتنا الغذائية خلال كل مرحلة عمرية.
في هذا الإطار، تقول سارة (60 عاماً) إنّها بدأت تناول حبوب فيتامين د ومكملات الزنك الفموية وأخرى مقوية للأظافر بعدما لاحظت تبدّل لون أظافرها. وبعد حوالي شهرين، لاحظت تحسناً ملحوظاً وعادت أظافرها إلى طبيعتها. وترى أنّ المكملات الغذائية يمكن أن تلعب دوراً مهماً في الجسم نتيجة النقص في نظامنا الغذائي، وتساهم في تعزيز الصحة العامة.
أمّا بريا (47 عاماً)، فتقول إنها كانت تشعر بالإرهاق الشديد وتتجمّد أطراف أصابع يديها ورجليها خلال فصل الشتاء. تتابع: "لجأت إلى الطبيب وطلب مني إجراء فحص دم، فتبيّن أنّني أعاني من نقص حاد في الحديد. وخوفاً من إصابتي بفقر الدم، وصف لي تناول مكمّلات الحديد الغذائية. وتحسنت حالتي بعد حوالي ثلاثة أشهر". وترى أن "لكل شخص تجربة مختلفة تؤثّر بشكل كبير على نظرته لفوائد المكمّلات الغذائية".
من جهته، يقول ستيفن إنّه لجأ إلى المكمّلات الغذائية لتقوية شعره عندما لاحظ أنّه بدأ يتساقط، مشيراً إلى أنّه تناول أنواعاً مختلفة لمدة عام أو أكثر ولم يلحظ أية فرق. لذلك، يرى أنه لا قيمة لها.
إلى ذلك، يقول خبراء في مجال الصحة إنّ المكمّلات الغذائية المطلوبة تختلف وفق عوامل عدة، منها العمر والجنس والصحة العامة والاحتياجات الغذائية. فخلال فترة ما قبل الولادة والحمل، يوصى عادة بتناول مكملات حمض الفوليك والحديد والكالسيوم وأحماض أوميغا 3 الدهنية. أمّا خلال مرحلة الطفولة والمراهقة، فيجب أن يوفر النظام الغذائي المتوازن بشكل عام معظم العناصر الغذائية الضرورية للأطفال والمراهقين. مع ذلك، قد يوصى ببعض المكملات الغذائية إذا كان هناك نقص معين. وعادة ما يكون اتباع نظام غذائي شامل في مرحلة البلوغ، يتكون من الحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون والفاكهة والخضار والدهون الصحية كافياً لمعظم البالغين. مع ذلك، قد يحتاج بعض الأفراد أو النباتيين أو كبار السن إلى مكمّلات غذائية إضافية مثل فيتامين B-12 (كوبالامين) أو فيتامين د أو أحماض أوميغا 3 الدهنية.
وبالنسبة لكبار السن، فقد يحتاجون إلى مكملات غذائية معينة، وخصوصاً الكالسيوم وفيتامين د وفيتامين ب 12 وأحماض أوميغا 3 الدهنية. بالإضافة إلى ذلك، قد يحتاج كبار السن إلى البروبيوتك، وهي الأطعمة أو المكملات الغذائية التي تحتوي على المِكروبات الحية التي تهدف إلى الحفاظ على أو تحسين البكتيريا الجيدة في الجسم.
ويمكن للمكملات الغذائية أن تكون مفيدة في حال وجود نقص غذائي لدى البعض، إلا أنها لا ينبغي أن تحل محل نظام غذائي صحي ومتوازن.