المغرب يعلن السيطرة على حرائق غير مسبوقة طاولت 5 أقاليم

21 يوليو 2022
حاصرت النيران العديد من القرى والتهمت المئات من البيوت والهكتارات (جلال مرشدي/الأناضول)
+ الخط -

أعلنت الحكومة المغربية، الخميس، السيطرة على الحرائق غير المسبوقة التي اجتاحت، منذ الأربعاء الماضي، خمسة أقاليم (محافظات) شمالي المغرب، وأسفرت إلى حد الساعة عن مصرع شخص واحد، بعد أن حاصرت النيران العديد من القرى والتهمت المئات من البيوت والهكتارات.

وقال الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، اليوم الخميس، إنه تمت السيطرة على جميع بؤر الحرائق بفضل كفاءة فرق التدخل وتعبئة الموارد البرية والجوية وجميع الفاعلين في الميدان.

تمت السيطرة على جميع بؤر الحرائق (جلال مرشدي/الأناضول)

وأوضح الوزير المغربي، خلال مؤتمر صحافي عقده عقب اجتماع المجلس الحكومي، أن الحرائق التي شهدتها البلاد ألحقت أضرارا بنحو 10560 هكتاراً في أقاليم العرائش ووزان وشفشاون وتطوان ( شمالي البلاد)  وتازة والحسيمة ( شمال شرق).

ولفت إلى أنه تم الانتهاء من الجرد وجمع المعلومات الميدانية، وأن الحكومة تسارع الآن الخطى من أجل وضع اللمسات الأخيرة على برنامج للتدخل، سيشمل تدابير وإجراءات طارئة وأمنية للتخفيف من تأثير تلك الحرائق على النشاط الزراعي والغابات، ومن أجل مساعدة السكان المتضررين، متوقعا أن تعلن الحكومة، يوم غد الجمعة أو الإثنين المقبل، عن حزمة من الاجراءات لفائدة المناطق والساكنة المتضررة.

كانت الفرق تعمل دون توقف أو راحة (جلال مرشدي/الأناضول)

وعلى امتداد الأيام الماضية، كانت فرق التدخل تعمل من دون توقف أو راحة، لتفادي، قدر الإمكان، وصول ألسنة اللهب إلى الدواوير (الأرياف) والمنازل القروية القريبة من الغابات الواقعة على سفوح جبال الريف الغربي. وهي مهمة لم تكن باليسيرة بالنظر إلى وعورة تضاريس المنطقة والظروف المناخية غير المواتية.

لم تكن المهمة يسيرة نظرا لوعورة تضاريس المنطقة (جلال مرشدي/الأناضول)

وبحسب وزارة الزراعة المغربية، فإن الجهود الميدانية لفرق التدخل انصبت في البداية على تأمين سلامة القرى المجاورة للحرائق والحفاظ على ممتلكات أهلها، إذ أُخليت بشكل استباقي 20 قرية، في حين جرت تعبئة حوالي ألفي عنصر من الوكالة الوطنية للمياه والغابات والوقاية المدنية (الدفاع المدني) والقوات المسلّحة الملكية والدرك الملكي والقوات المساعدة والسلطات المحلية، معززين بشاحنات الإطفاء وسيارات التدخل السريع، كما جرت الاستعانة خلال هذه العمليات بـ13 طائرة خاصة بإطفاء الحرائق ( كاندير وتوربو ثراش).

 

ولأول مرة، جرت الاستعانة بطائرة مسيرة تابعة للوكالة الوطنية للمياه والغابات من أجل رصد وتتبع بؤر الحرائق، وبالتالي تحديد أولويات التدخلات الجوية والبرية.

وشهد المغرب منذ بداية العام الحالي ما يناهز 165 حريقاً، فيما تقدر المساحة المتضررة من الحرائق بنحو 1800 هكتار، وفق إحصائيات رسمية. وعرف العام الماضي 285 حريقا بانخفاض ملحوظ بنسبة 47 في المائة و11 في المائة مقارنة، على التوالي، مع سنة 2020 ومتوسط السنوات العشر الأخيرة.

وتصدرت منطقة الريف (شفشاون، العرائش، طنجة أصيلة، الفحص أنجرة، المضيق - الفنيدق، تطوان، وزان) المناطق التي شهدت أكبر مساحة محروقة في عام 2021، بواقع 81 حريقا ومساحة متضررة بلغت 1487 هكتارا.

وخصصت الوكالة الوطنية للمياه والغابات في المغرب موازنة إجمالية قدرها 133 مليون درهم لبرنامج 2022 للوقاية من حرائق الغابات ومكافحتها، الذي ينقسم إلى إجراءات عملية عدة تتمثل بالأساس في صيانة مصدات النار، وتهيئة نقاط الماء، وفتح وإعادة تأهيل المسالك الغابوية، وإنشاء صيانة أبراج المراقبة، والتوعية والتحسيس بأخطار الحرائق، وتعبئة الحراس للرصد والإنذار عند اندلاع الحرائق.

المساهمون