استمع إلى الملخص
- تعزز المملكة مكانتها في مكافحة شبكات التهريب بفضل يقظة الأجهزة الأمنية، وتواجه ضغطاً متزايداً للهجرة بسبب عدم الاستقرار في منطقة الساحل.
- تتطلب مكافحة الهجرة غير النظامية تنسيقاً بين الدول الشريكة، مع ضرورة تحمل منصات التواصل الاجتماعي مسؤوليتها في الحد من المحتوى المحفز للهجرة.
أعلنت وزارة الداخلية المغربية، أمس الجمعة، أن السلطات الأمنية تمكنت من إحباط ما مجموعه 45 ألفاً و15 محاولة للهجرة السرية منذ مطلع العام الجاري، "بفضل مرونة إجراءات مراقبة الحدود والسواحل". وكشفت الوزارة، في بيان لها، عن تفكيك الأجهزة الأمنية 177 شبكة إجرامية تنشط في مجال تهريب المهاجرين، فيما أُنقِذ 10 آلاف و589 مهاجراً في عرض البحر، والتكفل بهم من حيث المساعدة والمواكبة الطبية والإيواء والتوجيه، في إطار التدبير الإنساني للحدود.
وقالت الوزارة إنه "بفضل يقظة مختلف الأجهزة الأمنية وعملها الحازم، كما تشهد على ذلك الإحصائيات المذكورة، تعزز المملكة مكانتها كفاعل بارز في مجال الأمن الإقليمي ومكافحة شبكات التهريب العابرة للحدود". وأوضح بيان الوزارة أن المملكة المغربية لا تزال تواجه ضغطاً متنامياً للهجرة، خلال سنة 2024، في نتيجة مباشرة لسيادة عدم الاستقرار في منطقة الساحل، فضلاً عن قابلية الحدود للنفاذ. ومما يفاقم هذا الوضع، وفق الداخلية المغربية، الاستغلال المغرض من طرف شبكات إجرامية لتهريب المهاجرين لسياسات الحماية والاستقبال، وتوظيف أهدافها النبيلة لخدمة مصلحتها الخاصة.
واعتبرت أن مكافحة شاملة وفعالة للهجرة غير النظامية تتطلب تنسيقاً محكماً بين جميع البلدان الشريكة من خلال إجراءات للمراقبة والوقاية من العوامل المسببة لها، مؤكدة أن الالتزام المسؤول والتضامني مع الشركاء كافة، خصوصاً بلدان غرب أفريقيا وإسبانيا، يبرز بمثابة رافعة محورية لمواجهة التحديات التي تطرحها قضية الهجرة.
من جهة أخرى، لفتت الوزارة إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي تشكل عامل جذب قوي للهجرة غير النظامية، ولا سيما في صفوف الشباب، مؤكدة ضرورة أن تتحمل المنصات الكبرى مسؤوليتها بالكامل في تدبير المضامين التي يجري تقاسمها عبرها، والتي غالباً ما تتحقق أرباح من ورائها. ويأتي ذلك، في وقت تصاعدت فيه، خلال الأيام الماضية، محاولات الهجرة السرية من طريق السباحة بين مدينتي الفنيدق والناظور شماليّ المغرب وسبتة ومليلية المحتلتين.
ودفعت الموجة الجديدة من الهجرة سباحة نحو سبتة السلطات المغربية، الأسبوع الماضي، إلى التشديد من إجراءاتها الأمنية في مواجهة الموجة الجديدة، ومواصلة تحركاتها لإحباط المحاولات الجماعية والفردية للتسلل. ويعرف المغرب منذ مدة طويلة باعتباره نقطة انطلاق رئيسية تجذب المهاجرين الذين يسعون للوصول إلى الشواطئ الأوروبية عبر البحر المتوسط أو المحيط الأطلسي، أو من طريق سياج مدينتي سبتة ومليلية.