قرّر المغرب، اليوم الخميس، اعتماد نمط "التعليم الحضوري" خلال العام الدراسي الجديد بالنسبة لجميع الأسلاك والمستويات، مع إتاحة إمكانية الاستفادة من "التعليم عن بعد" بالنسبة للطلاب الذين ترغب أسرهم في ذلك.
وأعلنت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي أنّ الدراسة ستنطلق بصفة فعلية يوم غد الجمعة، بجميع المؤسسات التعليمية والجامعية ومراكز التكوين المهني بالنسبة للقطاعين العام والخاص، كما مدارس البعثات الأجنبية، وذلك وفق نمط "التعليم الحضوري بالنسبة لجميع الأسلاك والمستويات، مع إتاحة إمكانية الاستفادة من "التعليم عن بعد" بالنسبة للطلاب الذين ترغب أسرهم في ذلك.
وكشفت الوزارة، في بيان لها، أنّ القرار جاء بعد الأخذ بالاعتبار السير الإيجابي للحملة الوطنية للتطعيم بشكل عام وعملية تطعيم التلاميذ من الفئة العمرية التي تتراوح بين 12 و17 سنة والشباب من 18 سنة فما فوق على وجه الخصوص، فضلاً عن تحسّن الوضع الوبائي في البلاد في الأسابيع الأخيرة.
وأوضحت الوزارة أنها عملت بالتنسيق مع وزارة الصحة على تحديث البروتوكول الصحي الذي سيتم اعتماده بجميع المؤسسات التعليمية والجامعية ومراكز التكوين المهني العامة والخاصة ومدارس البعثات الأجنبية، لضمان بدء عام دراسي آمن لجميع الطلاب والأطر التربوية والإدارية وحرصاً على سلامتهم الصحية، مع التأكيد على ضرورة الالتزام بالتدابير الاحترازية المعمول بها للوقاية من وباء كورونا، خاصة ارتداء الكمامات وتفادي التصافح والحرص على النظافة الجسدية، إضافة إلى تهوية الفضاءات.
وبالتزامن مع ذلك، دعت "الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلامذة بالمغرب"، إلى "تنظيم دخول مدرسي بصيغة تربوية واحدة وموحدة، وهي التعليم الحضوري في مختلف أرجاء البلاد ضماناً لمبدأ تكافؤ الفرص بين جميع فلذات أكبادنا خصوصاً بعد الانخفاض الواضح في عدد المصابين بكوفيد- 19 خلال الأسابيع الأخيرة".
ويأتي ذلك، في وقت تسابق فيه السلطات المغربية الزمن من أجل تطعيم أكبر عدد ممكن من التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 سنة، قبل بدء العام الدراسي المنتظر يوم غد الجمعة. وتواجه السلطات تحدي تطعيم أكثر من مليون و70 ألف تلميذ بالجرعة الأولى من اللقاحات خلال ثلاثة أيام، وذلك من أجل توفير تعليم حضوري لآلاف التلاميذ المغاربة.
ولتحقيق ذلك، قررت السلطات الصحية الإبقاء على فتح مراكز التطعيم الصحية الخاصة بالأطفال حتى منتصف الليل. وكانت السلطات الصحية المغربية قد كشفت، الثلاثاء، عن تراجع نسبة الإصابات والوفيات بفيروس كورونا، للأسبوع السابع على التوالي بجميع جهات المملكة.
من جهة أخرى، كشف المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي (مؤسسة حكومية)، أنّ المنصة الرسمية الرقمية الخاصة بالتعليم عن بُعد، عرفت إقبالاً ضعيفاً من قبل التلاميذ خلال فترة الحجر الصحي في جائحة كورونا، وأنّ 21.3 في المائة فقط من المدرّسين أكدوا أنهم استخدموا، بالفعل، منصة Telmid-Tice، التي أنشأتها وزارة التربية الوطنية، في مقابل إقبال حوالي 70.4 في المائة، من المُدرّسين والمتعلّمين على تطبيق "واتساب" لضمان الاستمرارية التعليمية.
ووفق الدراسة، التي أجرتها الهيئة الوطنية للتقييم حول "التعليم إبّان جائحة كوفيد 19″، فإنّ أطفال الأسر ذات الدخل المحدود واجهوا صعوبات في التعلّم بالنظر إلى ضعف الإمكانيات، وعدم توفر التجهيزات اللازمة لمتابعة الدروس، إضافة إلى مشاكل أخرى، كالسكن الضيق، والاكتظاظ داخل البيت، والبيئة الأسرية غير المُساعِدة، كما أنّ الفتيات اشتكين من الأعمال المنزلية، التي فُرضت عليهن على حساب التعلّم.
وأبرزت الدراسة، التي تمّ الإعلان عنها، أمس الأربعاء، أنّ 13.5 في المائة من المدرّسين، الذين شملتهم الدراسة لا يتقنون التعامل مع تكنولوجيا المعلومات والاتصال، و67.1 في المائة منهم لديهم مستوى متوسّط، بينما 19.4 في المائة فقط منهم لديهم مستوى عالٍ أو عالٍ جدا.
وعبّر 62 في المائة من المدرّسين عن أنهم غير راضين، أو غير راضين بتاتاً عن تجربتهم في التعليم عن بُعد، في مقابل 35.4 في المائة فقط من المُدرّسين عبّروا عن رضاهم.
وكشفت الدراسة كذلك عن غياب "تكافؤ فرص التعلّم بين التلاميذ أثناء الجائحة"، لافتة إلى أنه "إن كانت مشكلة عدم تكافؤ الفرص مطروحة قبل الجائحة، إلا أنها تفاقمت أكثر خلال فترة الحجر الصحي، ما أضرّ بتعلّم تلاميذ العالم القروي، وأطفال الأسر ذات الدخل المحدود".
من جهة أخرى، أظهرت الدراسة أنّ 36 في المائة من المدرّسين، يرون أنّ التعليم عن بعد كانت له انعكاسات سلبية على التعلّم، في مقابل 27.5 في المائة يرون أنّ له آثاراً إيجابية، في حين يعتقد 13.5 في المائة منهم أن ليس له أي تأثير على تعلّم التلاميذ، أمّا 23 في المائة منهم، فيقولون إنهم لا يعرفون ما إذا كان للتعليم عن بُعد آثار على التعلّم أم لا.