أطلقت السلطات المغربية، السبت، عملية مساعدة عاجلة لفائدة السكان المتضررين من موجة البرد التي يعرفها البلد، والمتساقطات الثلجية التي تسببت في محاصرة عدد من المناطق وفرض العزلة عليها خلال اليومين الأخيرين.
وأعلنت "مؤسسة محمد الخامس للتضامن" (مؤسسة عمومية تضامنية اجتماعية)، اليوم، أن العاهل المغربي الملك محمد السادس وجّه بإطلاق عملية مساعدة عاجلة، إثر الانخفاض الكبير في درجات الحرارة والثلوج الكثيفة التي شهدتها ليلة الـ17 فبراير/شباط، خاصة في أقاليم زاكورة وورزازات وتارودانت (جنوب المغرب).
وتقوم عملية المساعدة العاجلة على التدخل عن قرب لدى الساكنة، لا سيما على مستوى الدواوير الجبلية والنائية، من خلال توفير مساعدات إنسانية عاجلة تتكون من مواد غذائية وأغطية، فضلا عن مواكبة اجتماعية ملائمة ورعاية طبية على مستوى القرب.
وقالت "مؤسسة محمد الخامس للتضامن"، في بيان لها، إنه ستُرسل المساعدات اعتبارا من يوم السبت عن طريق الجو، مسجلة أنه ستجرى تعبئة طائرات القوات المسلحة الملكية لهذا الغرض انطلاقا من مطار الدار البيضاء، بالإضافة إلى استخدام المروحيات التي ستُعبّأ للوصول إلى المناطق المعزولة.
بتعليمات ملكية سامية، مؤسسة محمد الخامس للتضامن تطلق عملية مساعدة عاجلة لفائدة السكان المتضررين من موجة البرد والتساقطات الثلجيةhttps://t.co/BrUPeH9kWX pic.twitter.com/N6YJ53AlBW
— Agence MAP (@MAP_Information) February 18, 2023
كما ستجرى، حسب المصدر ذاته، تعبئة موارد بشرية وتقنية ولوجستية مهمة، ونشر فرق متخصصة، تضم مساعدات اجتماعيات وأطباء تابعين للمؤسسة، ستعمل بالتنسيق مع القطاعات المعنية والسلطات المحلية، من أجل الاستجابة لحاجيات المناطق المتضررة في أقاليم زاكورة وورزازات وتارودانت.
ويأتي ذلك في وقت عاش فيه سكان عدد من قرى محافظة ورزازات أوضاعا صعبة خلال اليومين الأخيرين، بعد أن حاصرتهم المتساقطات الثلجية الكثيفة التي عرفتها المنطقة، وحرمتهم من الكهرباء والماء الصالح للشرب إلى جانب انقطاع شبكة الجوال.
واضطر سكان تلك القرى، أمام الوضع الصعب الذي عاشوه، إلى توجيه دعوات للمسؤولين من أجل التدخل لتقديم المساعدة لهم وفك العزلة عنهم، والتخفيف من أثار موجة البرد، خاصة بعد انقطاع الطرق بسبب كثافة الثلوج التي تجاوز سمكها في بعض المناطق المترين.
كما عاشت محافظات زاكورة وورزازات وتنغير، أول من أمس الخميس، على وقع نزول أمطار عاصفية، تسببت في فيضانات في العديد من الأودية، أدت إلى انقطاع حركة السير، وإلى تسجيل وفيات كما كان الحال في منطقة تنغير، حيث جرفت سيول أحد الأودية شاباً في الثلاثينيات من عمره، في حين لقي دركي حتفه وأصيب اثنان آخران ليلة الجمعة بمحافظة زاكورة، بعدما جرفت السيول سيارة رباعية الدفع كانت متجهة لإغاثة عائلة من البدو الرحل حاصرتها الثلوج.
وأمس الجمعة، تسببت المتساقطات المطرية التي شهدتها محافظات أغادير وطاطا واشتوكة آيت باها في سيول جارفة وفيضان عدد من الأودية. بالمقابل، أدت المتساقطات الثلجية الكثيفة التي شهدتها جبال الأطلس الكبير بمحافظة الحوز، خلال الأيام الماضية، إلى إرباك حركة المرور في معظم المحاور الطرقية، إذ تسببت في قطع عدد من الطرق لا سيما الطريق الوطنية رقم 9 التي تربط بين مدينتي مراكش وورزازات، فضلا عن عزل عدد من القرى الجبلية.
وكانت المديرية العامة للأرصاد الجوية قد أصدرت نشرة إنذارية من مستوى يقظة أحمر، توقعت من خلالها أن تشهد أقاليم ورزازت وزاكورة وطاطا وتارودانت نزول أمطار عاصفية تتراوح بين 100 و150 مليمترا، من السادسة من مساء الخميس إلى حدود السادسة من مساء الجمعة.
ومع كل فصل شتاء، تتجدد معاناة سكان المناطق الجبلية في المغرب مع موجة البرد القارس جراء العزلة التي تعرفها المنطقة بسبب تساقط الثلوج الكثيف وانقطاع الطرق، وهو ما يفرض استعدادات استباقية لمواجهة آثارها السلبية على صحة الأطفال والنساء والمسنين والأشخاص من دون مأوى، إلى جانب باقي الأسر ذات الوضعية الهشة، التي تجد صعوبة في توفير حطب التدفئة نتيجة ارتفاع أسعار الحطب وضعف القدرة الشرائية للسكان.
وكان المغرب قد أطلق، في 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، مبادرة تضامنية لمواجهة البرد القارس في عدد من المناطق الجبلية، والتخفيف من معاناة سكان تلك المناطق جراء قساوة الظروف الطبيعية والانخفاض الكبير في درجات الحرارة وضعف الإمكانات المادية.
وأعلنت مؤسسة "محمد الخامس للتضامن" تعبئة طواقم بشرية وآليات لوجيستية مهمة، بتنسيق مع وزارة الداخلية والسلطات المحلية، من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى العديد من الأسر المنحدرة من الدواوير والمناطق النائية.