استمع إلى الملخص
- **انتقادات واسعة للزيارة**: أثارت الزيارة انتقادات واسعة، واعتبرها مناهضو التطبيع "خيانة" لقضية فلسطين. رئيس جمعية "مغرب التعايش" أكد أن الزيارة لا تمثل الموقف الرسمي للبلاد.
- **الجرائم المزعومة والتداعيات القانونية**: الشكوى تتهم الوفد بجرائم مثل الإشادة بالإرهاب والإساءة للدين الإسلامي، وتضمنت مشاهد احتفال بالعلمين المغربي والصهيوني، وارتداء قبعات الموساد، ما يعتبر تخابراً مع جهة أجنبية إرهابية.
قدّمت فعاليات مناهضة للتطبيع وداعمة لفلسطين في المغرب اليوم الأربعاء، شكوى إلى النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالعاصمة الرباط، ضد أعضاء وفد شبابي زاروا إسرائيل في يوليو/ تموز الماضي.
ورُفعت هذه الشكوى أمام النيابة العامة المغربية من قبل منسق مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين عبد القادر العلمي، ورئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع أحمد ويحمان، والقيادي في "فيدرالية اليسار" علي بوطوالة، والبرلمانية عن الحزب الاشتراكي الموحد، نبيلة منيب، والكاتب العام لمجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين عزيز هناوي، وعضو السكرتارية الوطنية للمجموعة عبد الحفيظ السريتي.
وجاء تقديم الشكوى بتنسيق مع عدد من النقباء والمحامين، "بعد تجميع المعطيات وإجراء مشاورات قانونية" حول الزيارة التي كان قد قام بها 24 شابا مغربيا إلى إسرائيل، نظمتها جمعية "مغرب التعايش" بالتعاون مع مؤسسة "شراكة" التي تتخذ تل أبيب مقرا لها، بتمويل من الحكومة الألمانية، وعقدت على هامشها لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين، أبرزهم أمير أوحانا، رئيس الكنيست، ومائير بن شبات، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق.
المغرب: انتقادات واسعة للزيارة
وأثارت زيارة الوفد التي انتهت في 13 يوليو/ تموز الماضي، انتقادات واسعة في المملكة، حيث اعتبرها مناهضو التطبيع "خيانة" لقضية تعتبر في المغرب "مقدسة" و"للإجماع الشعبي" على التضامن مع الفلسطينيين.
في حين، شدّد الرئيس المؤسس لجمعية "مغرب التعايش"، فيصل مرجاني، الذي قاد الوفد، في تصريحات صحافية، على أن الزيارة لا تمثل الموقف الرسمي للبلاد، منددا بـ"الحجر على حرية من يرغبون في زيارة إسرائيل من المغاربة".
وحسب مضمون الشكوى التي حصل "العربي الجديد" على نسخة منها، التمس الواقفون وراء المبادرة، فتح تحقيق معمق ودقيق وفي حالة التلبس بواسطة الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بشأن الإخلال بالاحترام الواجب للموتى، والاحترام الواجب للنبي محمد "ص" والإساءة للدين الإسلامي بصفة علنية من خلال الإساءة للنبي، وكذلك الإخلال بواجب الاحترام والتوقير لشخص الملك، وكذلك إهانة علم المملكة المغربية والإشادة بأعمال إرهابية والرعاية والإشادة والترويج لكيان وجماعة إرهابية والتحريض على الكراهية.
إلى ذلك، قال الكاتب العام لـ"مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين"، عزيز هناوي، لـ"العربي الجديد"، إن تقديم الشكوى أمام النيابة العامة يأتي في سياق قيام مجموعة العمل والمرصد المغربي لمناهضة التطبيع بواجبهما القانوني، بعد تدارس المعطيات التي رشحت عن الزيارة المشؤومة والخطوة التطبيعية المدانة مع العدو الصهيوني المجرم والمغتصب للأراضي، والتي تزامنت مع سياق جد ساخن يتمثل في حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال يوميا على مرأى ومسمع العالم بحق الأطفال والنساء في غزة.
وشدد في حديث مع "العربي الجديد"، على أن الشكوى القانونية المقدمة تستند إلى حيثيات وقرائن جد قوية لا يمكن رفضها، وأن الجرائم التي تم وضعها أمام نظر النيابة العامة تستوجب تحريك المتابعة. ولفت إلى أن الزيارة التي جاءت ضد الإرادة الشعبية كانت مسرحا لارتكاب عدد من الجرائم التي يعاقب عليها القانون المغربي في مقدمتها الإشادة بالإرهاب، والإساءة إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وإلى مؤسسات الدولة المغربية.
وقال: "سجّلنا في عدد من فقرات الزيارة مشاهد احتفال ورقص الوفد بالعلمين المغربي والصهيوني مع الجنود الصهاينة ومخابرات الكيان وبحضور وزراء في الحكومة الإرهابية الصهيونية. ومن أخطر ما رافق تلك الزيارة هو التصريح الذي أدلى به أحد قادة الوفد، حينما قال تبريرا لدعم الصهاينة بأن نكون (مغاربة) صهاينة لا يتناقض مع كوننا مسلمين وأمازيغ وعربا على اعتبار أن الرسول كان صهيونيا أيضا. وهنا أتساءل: إن لم يكن هذا التصريح إساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وجريمة يعاقب عليها القانون المغربي؟".
وأضاف: "حينما أصدرنا بيانا بخصوص ما اقترفه رئيس الوفد ومعه رئيس الطائفة اليهودية بمراكش، الذي كان عراب الوفد ومرشده في الكيان الصهيوني، خرجا علينا في صحيفة "جروزاليم بوست" الإسرائيلية و"تيل كيل" المغربية ليدعيا بأن الزيارة وفقراتها تتم بعلم الملك ومباركته، في محاولة منهما للزج بالدولة في شخص الملك، ما يجعلنا أمام جريمة مركبة. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، وإنما تعداه إلى جرائم أخرى خطيرة جدا منها ارتداء أعضاء الوفد وبفخر قبعات تحمل لوغو الموساد الصهيوني، ما يعتبر تخابرا مع جهة أجنبية إرهابية وإشادة بمنظمة إرهابية". وأوضح أن "إعلان الوفد أن زيارته إلى الكيان لتقديم الدعم للجيش الصهيوني ضد فلسطين الإرهابية فيه احتقار للدولة واصطفاف ضد رئاسة لجنة القدس في شخص ملك البلاد، وتأكيد على أنهم يخالفون الموقف المغربي الرسمي حتى في حده الأدنى".
ويشارك المغاربة في فعاليات تضامنية مع غزة مشاركة شبه يومية، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كان من أبرزها المسيرة المليونية التي نظمت في 15 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في العاصمة الرباط.