أطلق "المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم" في المغرب، اليوم الإثنين، برنامجا خاصا يتضمن حملات للتبرع بالدم ونشاطات توعوية، في وقت تشكو فيه العديد من مراكز التبرع بالدم خاصة في المدن الكبرى، من أزمة في مخزونها الاحتياطي الذي يتوقف عليه حياة العديد من المرضى.
وأعلن "المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم" (مؤسسة حكومية)، في نداء وجهه بمناسبة اليوم الوطني للمتبرعين بالدم (الخامس من ديسمبر/ كانون الأول من كل عام)، عن تنظيم حملات وأنشطة طيلة الشهر الحالي تحت شعار "التبرع بالدم مسؤولية الجميع".
وتتضمن فقرات البرنامج التبرع بالدم داخل مراكز التبرع والوحدات المتنقلة، والمساهمة في نشر ثقافة التبرع بالدم، وتعميم مواد ترويجية على الصفحات الإلكترونية وقنوات التواصل الاجتماعي، وتنظيم زيارات إعلامية داخل مراكز التبرع.
ويعتبر كل من "المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم"، والمراكز الجهوية لتحاقن الدم، والمجتمع المدني، والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية، شركاء في الحملات التي تهدف لتوعية المجتمع المدني بأهمية التبرع بالدم، وتوفير مخزون آمن يكفي لتحقيق الاكتفاء الذاتي وسد حاجيات مراكز تحاقن الدم.
وبحسب ورقة تقنية للمركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم، فإنه مع التزايد المستمر والملحوظ للطلب على مشتقات الدم الراجع إلى ارتفاع نسبة انتشار الأمراض المزمنة وحوادث السير، فإن المركز الوطني لتحاقن الدم أصبح يحتاج يوميا ما يقارب 1000 كيس دم.
المغرب بحاجة يوميا إلى أكثر من 1000 كيس من الدم
ويراهن المغرب على بلوغ نسبة 1% من إجمالي السكان من المتبرعين بالدم معدلا أدنى توصي به منظمة الصحة العالمية، للاستجابة للاحتياجات اللازمة للدم. في حين، لا يغطي عدد عمليات التبرع المسجلة حجم الاستهلاك السنوي.
وعلى الرغم من تسجيل ارتفاع سنوي في استهلاك الدم، خلال السنوات الأخيرة، ناهز الـ28%، إلا أن العديد من المغاربة يمتنعون عن التبرع بدمائهم جراء ضعف ثقافة التبرع، فضلا عن انتشار أحكام مسبقة في المجتمع عن "المتاجرة" بأكياس الدم أو الإصابة بالعدوى، وهو ما ينفيه مسؤولو مراكز التحاقن بشدة، معتبرين أن الدم المحصل يذهب مباشرة إلى مستحقيه من المرضى أو المصابين، وأن عملية التبرع تتم باستعمال أجهزة معقمة ذات استخدام وحيد من أجل ضمان سلامة المتبرعين.
تقول مديرة "المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم"، نجية العمراوي، لـ"العربي الجديد"، إن التبرع بالدم مسؤولية مشتركة وواجب أخلاقي ووطني وديني، وإن أي شخص بالغ يتمتع بصحة جيدة مدعو للقيام بهذا العمل التطوعي، على الأقل كل ثلاثة أشهر بالنسبة للرجال وكل ستة أشهر بالنسبة للنساء، من أجل إنقاذ حياة الآخرين أو مساعدتهم على الشفاء، مضيفة أن المغرب بحاجة يوميا إلى أكثر من 1000 كيس من الدم، وأن المدن الكبرى بالمملكة لديها احتياجات أكبر نظرا للعدد الكبير بها من المستشفيات والمرضى.
وتلفت العمراوي إلى أن معدل التبرع بالدم سنة 2021 بلغ 0,88 في المائة من السكان، أي حوالي 319.219 متبرعا، بينما توصي منظمة الصحة العالمية بنسبة تزيد عن 1 في المائة من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي من حاجيات الدم، مضيفة "نحن حاليا عند 0.99 في المائة من حيث النسبة المئوية للتبرعات مقارنة بإجمالي عدد السكان، وهو رقم مهم في سياق ما بعد جائحة كوفيد".
وتؤكد توصيات منظمة الصحة العالمية، أنه من أجل تجنب أي خصاص، يجب التوفر على مخزون يغطي 7 أيام على الأقل من الاستهلاك ويفضل أن يغطي 12 يوما. وهو ما يعني أن المغرب يجب أن يتوفر على 7000 كيس من الدم.
وإلى حدود شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وصل معدل المتبرعين بالدم في المغرب إلى 279.349 مقابل 262.048 سنة 2021 أي بزيادة 7 في المائة، وفق إحصائيات المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم.