- تدمير البنية التحتية الصحية يحرم السكان من الخدمات الطبية الأساسية، مع تأثير شديد على الأطفال، المواليد الجدد، وأصحاب الأمراض المزمنة.
- التقرير يدعو المجتمع الدولي للتدخل لوقف الجرائم ضد القطاع الصحي وضمان دخول المساعدات، مع التأكيد على ضرورة إعادة تأهيل البنى التحتية.
حذّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من تزايد خطر انتشار الأمراض المعدية والفتاكة في قطاع غزة، خصوصاً بين الفئات الهشّة، مشيراً إلى تزايد تهديدات الكارثة الصحية منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأشار المرصد في تقريره الصادر، أمس الاثنين، إلى أن الموت بات يلاحق سكان قطاع غزة، فبموازاة هجمات الاحتلال الإسرائيلي، يعاني الأهالي من انتشار الأوبئة والأمراض المعدية بسبب المياه الملوثة، والاكتظاظ، وارتفاع درجات الحرارة، وانهيار النظام الصحي ومحدودية خدماته، بما في ذلك عزل المرضى لمنع الانتشار، وشحّ الأدوية ومستلزمات التعقيم، وانتشار النفايات الصلبة وتراكمها في أنحاء قطاع غزة كافة.
وانتقد المرصد، ومقره في جنيف، استمرار جيش الاحتلال في تدمير ما بقي من النظام الصحي وحرمان الأهالي الخدمات الطبية الأساسية والعلاج الضروري وعرقلة المساعدات الإنسانية، محذراً من أن الأطفال، خصوصاً المواليد الجدد، وكبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة، هم الأكثر تأثراً بهذه الكارثة الصحية.
ورصد التقرير اضطرار سكان القطاع إلى استخدام مياه ملوثة غير صالحة للشرب، في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتعطل غالبية خطوط المياه الرئيسية وتضرر أنظمة الصرف الصحي، مشيراً إلى ارتباط الماء الملوث وتردي منظومة الصرف الصحي بانتشار أمراض مثل الكوليرا والإسهال والدوسنتاريا والالتهاب الكبدي الوبائي، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، التي حذرت منذ أشهر من كارثة صحية وبيئية شاملة يواجهها سكان قطاع غزة.
نقص الماء والوقود في غزة
من جهة أخرى، وفقاً للتقرير، أدى نقص الوقود في ظل أزمة انقطاع الكهرباء كليّاً إلى إغلاق محطات تحلية المياه ومحطات الصرف الصحي، ما زاد من خطر انتشار العدوى البكتيرية.
بموازاة ذلك، قال المرصد الأورومتوسطي إن انهيار المنظومة الصحية وعدم توافر مستشفيات متكاملة في مدينة غزة وشمالها، والضغط الهائل على المستشفيات القليلة التي بقيت تعمل جنوبيّ القطاع تهدد بارتفاع أعداد الضحايا بشكل غير مسبوق.
غزة... تراكم 270 ألف طن من النفايات الصلبة
واستعرض الأورومتوسطي جوانب من التأثيرات الصحية والبيئية للحرب، مشيراً إلى تراكم أكثر من 270 ألف طن من النفايات الصلبة في قطاع غزة، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، والمنتشرة في التجمعات السكانية والطرقات والساحات والمستشفيات، بما في ذلك النفايات الصحية، وذلك بسبب تدمير مرافق إدارة النفايات ونظام جمع ومعالجة النفايات في القطاع، وهو ما يشكل كارثة بيئية وصحية بحدّ ذاته، ويهدد بأن يكون مصدراً آخر لانتشار أمراض وأوبئة، الأمر الذي بدأ يظهر بوضوح في مخيمات النزوح المكتظة، ولا سيما في ظل تدمير الهياكل الأساسية لخدمات المياه والصرف الصحي.
وشدد "الأورومتوسطي" على أن حق الوصول إلى المياه والصرف الصحي حق إنساني معترف به دوليّاً، مطالباً المجتمع الدولي بالتدخل الفوري والجاد لوقف جرائم إسرائيل المنهجية وواسعة النطاق التي تنفذها ضد القطاع الصحي لإخراج ما بقي منه عن الخدمة، وحرمان الفلسطينيين أي فرصة للنجاة والحياة والاستشفاء، وجعل قطاع غزة مكاناً خالياً من المقومات الأساسية للبقاء والسكن.
وجدد الأورومتوسطي دعوته المجتمع الدولي إلى ضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، داعياً إلى ضرورة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإعادة تشغيل خطوط أنابيب المياه الرئيسية التي تصل إلى قطاع غزة، وإعادة تأهيل البنى التحتية المدنية لتقديم الخدمات التي لا غنى عنها لحياة السكان المدنيين في القطاع .