المرصد الأورومتوسطي: إعدام إسرائيل 13 طفلاً بمستشفى الشفاء ومحيطه خلال أسبوع
- الفريق الميداني للمرصد يتلقى شهادات عن إعدام أطفال فلسطينيين بطرق مروعة ومنهجية، مما يعكس طبيعة الجرائم المرتكبة ضد المدنيين.
- المرصد يدعو مقرر الأمم المتحدة للتحقيق في الجرائم ويشدد على ضرورة مساءلة مرتكبيها، مؤكدًا على استهداف الأطفال كدليل على جريمة الإبادة الجماعية.
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إنه وثّق إعدام الجيش الإسرائيلي 13 طفلاً، من خلال إطلاق نار مباشر في مُجمّع الشفاء الطبي ومحيطه في مدينة غزة، وذلك في انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي الإنساني.
وأضاف المرصد في بيان الثلاثاء، أن هذه الإعدامات "تشكّل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية قائمة بحد ذاتها، وتأتي في سياق جرائم القتل التي ترتكبها إسرائيل، تنفيذاً لجريمة الإبادة الجماعية التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ أكثر من خمسة أشهر".
تلقى الفريق الميداني للأورومتوسطي شهادات متطابقة بشأن جرائم إعدام بحق أطفال فلسطينيين تترواح أعمارهم بين 4 – 16 عامًا، بعضهم أثناء محاصرتهم من قبل الجيش الإسرائيلي مع عوائلهم داخل منازلهم ومستشفى الشفاء في #غزة، وآخرين خلال محاولتهم النزوح في مسارات حددها لهم الجيش مسبقًا pic.twitter.com/69dLRg4VJa
— المرصد الأورومتوسطي (@EuroMedHRAr) March 27, 2024
وأفاد بأن الجيش الإسرائيلي ارتكب ولا يزال جرائم مروعة بشكل منهجي خلال عملياته العسكرية منذ أكثر من أسبوع داخل مستشفى الشفاء ومحيطه، بما في ذلك عمليات قتل عمد، وإعدام خارج نطاق القانون والقضاء ضد مدنيين فلسطينيين.
الجيش الإسرائيلي ارتكب وما يزال جرائم مروعة بشكل منهجي خلال عملياته العسكرية منذ أكثر من أسبوع داخل مستشفى الشفاء ومحيطه في مدينة #غزة، بما في ذلك عمليات قتل عمد وإعدام خارج نطاق القانون والقضاء ضد مدنيين فلسطينيينhttps://t.co/y2G0mg0fTq
— المرصد الأورومتوسطي (@EuroMedHRAr) March 27, 2024
وأكد المرصد الحقوقي أن فريقه الميداني تلقى إفادات وشهادات متطابقة بشأن جرائم إعدام وقتل بحق أطفال فلسطينيين تتراوح أعمارهم ما بين 4 – 16 عاماً، بعضهم أثناء محاصرتهم من قبل الجيش الإسرائيلي مع عوائلهم داخل منازلهم، وآخرين خلال محاولتهم النزوح في مسارات حددها لهم الجيش الإسرائيلي مسبقاً، بعد أن أجبرهم على النزوح من منازلهم وأماكن سكنهم.
ونقل عن إسلام علي صلوحة، من سكان محيط مستشفى الشفاء، أن قوات إسرائيلية قتلت نجله الطفل علي (9 سنوات)، والطفل سعيد محمد شيخة (6 سنوات) أمام أعين عائلتيهما وسكان المنطقة بعد استهدافهما بالرصاص الحي بشكل متعمد.
شهادات متطابقة بشأن جرائم إعدام وقتل بحق أطفال فلسطينيين تتراوح أعمارهم ما بين 4 – 16 عامًا
وبيّن صلوحة أنه بعد أكثر من أسبوع من محاصرتهم من القوات الإسرائيلية داخل منزلهم، تخللها على مدار الساعة تقريباً شن تلك القوات عمليات مداهمة واقتحام للمنازل، فضلت العائلة البقاء في شقتها السكنية مع عدد من السكان الآخرين بسبب عدم توفر ممر آمن لهم للخروج.
وأوضح أنه ظهر يوم الأحد 24 مارس/ آذار، أمر الجيش الإسرائيلي السكان عبر مكبرات الصوت بضرورة إخلاء منطقة سكنهم بشكل كامل، "وإلا سيتم قصف جميع المنازل فوق رؤوس ساكنيها"، ما أجبرهم على الخروج برفقة عدد من الجيران، وعبور طريق حدده الجيش الإسرائيلي بنفسه، كان فيه عدد من الضحايا القتلى مُلقون على جنبات الطريق.
وبينما أشار صلوحة إلى أن طفله علي قُتل في جريمة إعدام ميداني وهو جائع ولم يتمكن من تناول أي طعام منذ أيام بفعل الحصار الإسرائيلي، فإنه أبرز أن محيط مستشفى الشفاء، تحول إلى منطقة إعدامات ميدانية وجرائم قتل، فيما تبقى جثامين الضحايا الموجودة في الطرقات دليلاً على ذلك.
وكان الجيش الإسرائيلي قد بدأ فجر يوم 18 مارس/ آذار الجاري عملية عسكرية شاملة حوّل بموجبها مجمع الشفاء الطبي إلى ثكنة عسكرية، والمنطقة المحيطة والشوارع المؤدية إليه إلى منطقة عسكرية وساحة حرب في ظل قصف جوي ومدفعي وإطلاق نار من المسيرات على مدار الساعة.
ودعا المرصد الأورومتوسطي مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالإعدامات التعسفية أو خارج نطاق القانون والقضاء إلى التحرك العاجل للتحقيق والتوثيق فيما ترتكبه القوات الإسرائيلية من عمليات قتل في مجمع الشفاء ومحيطه، والدفع لاتخاذ إجراءات فاعلة تفضي إلى مساءلة مرتكبي هذه الجرائم ومن أصدروا الأوامر بشأنها.
وجدّد مطالبه بضرورة ضمان حماية الأطفال الفلسطينيين الذين يتعرضون لخطر أكبر، وممن باتوا لا يتمتعون بأي نوع من أنواع الحماية المقررة لهم بموجب القانون الدولي، بل أصبحوا هدفاً مباشراً ومتعمداً لجرائم القتل والإعدام والاستهدافات العمدية والعشوائية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى كونهم ضحايا جرائم التجويع والحصار والحرمان من التعليم والرعاية الصحية ومقومات النجاة الأساسية.
وشدد الأورومتوسطي على أن تعمد استهداف الجيش الإسرائيلي قتل الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة على هذا النحو المنهجي وواسع النطاق، حيث إنهم يشكلون أكثر من ثلث الضحايا لجرائم إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول والذين بلغ عددهم 14405 طفلاً شهيداً من أصل 40156، هو دليل آخر على ارتكاب إسرائيل جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، وتعمدها التأثير وتدمير أجيال كاملة للشعب الفلسطيني.