المتحور الهندي يتسلل إلى لبنان

02 يوليو 2021
اللقاح العنوان الوحيد للحماية (دييغو إيبارا سانشيز/Getty)
+ الخط -

أعلن وزير الصحة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن، اليوم الجمعة، عن وجود 9 إصابات مؤكدة بالمتحور الهندي "دلتا" في لبنان، موضحاً أنها وافدة من إثيوبيا، والسعودية، والإمارات، والعراق.

وقال، في تصريح له، إنّ "جهود الوزارة ما زالت منكبّة لتخفيض الإصابات واحتوائها، ونناشد الجميع مشاركتنا المسؤولية للحفاظ على ما أنجزنا، لبنان لم يعد يحتمل، اللقاح والإجراءات الوقائية واجب على الجميع".

ودعا وزير الصحة المواطنين إلى الإقبال على التلقيح لأنه الطريق الوحيد للحماية، إضافة للإجراءات الوقائية، مؤكداً أنّ "برنامج الترصّد الوبائي في وزارة الصحة العامة يعمل على تحديد مصدر هذه الحالات".

وشدّدت مستشارة رئيس الحكومة للشؤون الصحية بترا خوري، في اتصالٍ مع "العربي الجديد"، على أنّ "فيروس كورونا لا يقف عند أي حدود، وفضاؤه مفتوحٌ، وكذلك متحوّراته، فكان الأصلي، ومن ثم المتحوّر الإنكليزي، واليوم وصل إلى لبنان المتحوّر الهندي الذي انتشر أيضاً في تسعين دولة، وقد يكون الأوسع انتشاراً بحسب الإحصاءات من اليوم وحتى آخر شهر أغسطس/آب المقبل".

وتصرّ خوري على "التلقيح ثم التلقيح ثم التلقيح" كعنوان واحد عريض للحماية، وخصوصاً اليوم، بعدما دخل المتحوّر الهندي الأراضي اللبنانية كما فعل الفيروس في فبراير/شباط 2020.

ودعت خوري إلى "عدم التأخر في تلقي اللقاح، والإقدام على هذه الخطوة سريعاً قبل فصل الخريف الذي يتمّ التحذير من انتشار موجة عالمية قوية للفيروس فيه، خصوصاً بعدما أصبحت عملية التلقيح متاحة للجميع، ولا سيما من هم فوق الثلاثين عاماً، مع فتح باب الـ(Walk In)، الذي يتيح التلقيح من دون موعدٍ مسبق، إذ من غير الجائز أن يبقى أحد من هؤلاء غير ملقّح حتى اليوم". وقد أثبتت الدراسات أيضاً أنّ لقاحَيْ "أسترازينيكا" و"فايزر" يحميان من المتحوّر الهندي بأكثر من تسعين في المائة عند أخذ الجرعتَيْن.

وتؤكد خوري أنّه "حتى لو أفيد عن إصابة أشخاص بفيروس كورونا رغم تلقيهم اللقاح، فإنّ التلقيح أساسي لأنه يحمي من الحالات التي تتطلب استشفاء ومن الموت".

وعما إذا كان هناك احتمال لعودة فرض إقفال عامٍ وشامل واعتماد إجراءات مشدّدة شبيهة بتلك التي اتخذت في المراحل الماضية لمواجهة المتحوّر الهندي أو أيّ موجة جديدة من كورونا بدأ المعنيون في القطاع الصحي يحذّرون منها، تقول خوري لـ"العربي الجديد": "في ظلّ وجود اللقاح لم يعد هناك مجال لقتل الاقتصاد، وعندما كنا نلجأ إلى الإقفال الشامل لم يكن لدينا يومها أي خيار بديل بعكس اليوم، من هنا أهمية تلقي اللقاح الذي يحمي الأرواح والاقتصاد مع ضرورة الاستمرار في اتباع التدابير الوقائية قدر الإمكان".

تجدر الإشارة إلى أنّ لبنان سرّع عملية التلقيح التي بدأت بطيئة، بعدما استقدم لقاحات عدّة، بكميات زادت تدريجياً، ما سمح بتنظيم أكثر من "ماراثون" للتلقيح، ضمن فئات عمرية محدّدة، حازت على إقبالٍ لافتٍ وتوافد إليها الآلاف، هذا عدا عن فتح باب الـ"Walk In" الذي يتيح المجال لتلقي لقاحي "فايزر" أو "استرازينيكا" بحسب السن.

من جهته، حذّر مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت فراس أبيض، في تغريدة على حسابه على "تويتر"، من أنّ "وضع الكورونا في لبنان ليس مطمئناً. فعدد حالات دخول المستشفى بدأت في الازدياد، وبالأمس كان معدل الفحوصات الموجبة في مستشفى رفيق الحريري الجامعي 4 بالمائة، وهو أعلى معدل منذ عدة أسابيع. وسجلت حالتان جديدتان بين عاملين في مجال الرعاية الصحية تم تطعيمهم بالكامل سابقاً".

وأضاف: "مع ذلك، فإنّ معظم الحالات الجديدة المشخّصة في المستشفى هي بين أفراد شباب غير ملقّحين. هل وصل متحور دلتا؟ هذا لن يكون مفاجئاً. يطبق لبنان حالياً سياسة الباب المفتوح في محاولة لجلب العملة الصعبة حيث الاقتصاد بأمسّ الحاجة إليها، ويتم اتباع أو تطبيق الحد الأدنى من إجراءات السلامة. وبالنظر إلى مشاكلنا الأخرى، فإنّ كورونا بالمستويات الحالية ليس مصدر قلق كبير بالنسبة للبعض. هذا خطأ، ستسهل الأنشطة المتزايدة من انتشار جديد للعدوى. وعندما تبدأ الأعداد في الارتفاع، سيكون الأوان لإعادة السيطرة قد فات، واللقاحات وحدها لن تنقذنا. الطريق إلى الجلجلة طويل وشاق".

وكان لبنان، الذي يعيش تحت وطأة أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه وانهيار لم يستثنِ أي قطاع وأخطرها الصحي، قد عرف في الأسابيع الماضية انخفاضاً كبيراً في أعداد الإصابات بفيروس كورونا. وسجّل لبنان حتى الآن 545.016 إصابة بالفيروس، سجلت من بينها 7.854 وفاة. 

المساهمون