المتحور أوميكرون يدخل عدداً أكبر من الأطفال إلى المستشفيات الأميركية

31 ديسمبر 2021
تواجه البلاد طفرة في الإصابات بسبب انتشار المتحور أوميكرون (Getty)
+ الخط -

وصلت حالات الاستشفاء لأطفال مصابين بكوفيد-19 في الولايات المتحدة إلى أعلى معدّلاتها منذ بدء الجائحة، في وقت تواجه البلاد طفرة في الإصابات بسبب انتشار المتحور أوميكرون.

ويُشدّد الخبراء على أهمية تلقيح الأطفال، لافتين إلى العدوى الشديدة لهذا المتحور المسؤول عن ارتفاع عدد حالات الاستشفاء في صفوف الأطفال.

 الارتفاع القياسي بحالات الاستشفاء 

وخلال الأسبوع الذي انتهى في 28 ديسمبر/كانون الأول، سُجّلت 378 حالة استشفاء جديدة لدى الذين لا يتخطى عمرهم 18 عاما، أي بارتفاع نسبته 66% مقارنة بالأسبوع السابق، بحسب الأرقام الصادرة عن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي).

ويتجاوز هذا الرقم القياسي الذروة السابقة الملحوظة في سبتمبر/أيلول خلال الموجة الوبائية المرتبطة بتفشي المتحور دلتا.

أمّا الفئة العمرية الأخرى الوحيدة التي وصل عدد حالات الاستشفاء فيها إلى مستوى قياسي جديد فهي فئة الذين تراوحت أعمارهم بين 18 و29 عاما.

ومع ذلك، فإن مستوى الإصابة بالأشكال الحادة من المرض بين القاصرين لا يزال أقلّ بكثير من تلك التي لدى الفئات العمرية الأخرى.

وقال جيم فيرسالوفيك، من مستشفى الأطفال في تكساس في هيوستن، لوكالة "فرانس برس": "نشهد أرقاما قياسية من حالات إصابات أطفال بكوفيد-19 خلال هذه الموجة من أوميكرون"، مشيرا إلى أن نحو 50 طفلا حاليا في المستشفى جرّاء إصابتهم بكوفيد-19، أي أكثر بأربع مرّات ممّا كان عليه الوضع في الأسبوع المنصرم.

وأعلنت السلطات الصحية في نيويورك هذا الأسبوع أنها تراقب "عن كثب ميلا إلى الارتفاع في حالات استشفاء الأطفال".

إصابات إضافية وأطفال غير ملقّحين 

والتفسير مرتبط جزئيا وبشكل آلي بالتفشي المتزايد للوباء في البلاد.

وأعلن كبير مستشاري البيت الأبيض لمكافحة الجائحة أنطوني فاوتشي، في مؤتمر صحافي الأربعاء، أنّ "المزيد من الأطفال يُصابون بهذا الفيروس السريع الانتشار، ما سيؤدّي بشكل طبيعي إلى ارتفاع عدد حالات الاستشفاء".

وشدّد فاوتشي أيضا على أهمية التمييز بين الأطفال الموجودين في المستشفى "مع" كوفيد-19 وأولئك في المستشفى "بسبب" كوفيد-19، أي أن العديد من الأطفال قد يدخلون المستشفى في فصل الشتاء بسبب إصابتهم بفيروسات أخرى وتأتي نتيجة فحص كوفيد-19 الخاصة بهم إيجابية.

وساهمت نسبة التلقيح المنخفضة لدى الأصغر سنا أيضا في دخول عدد أكبر من الأطفال المستشفى. ففي نهاية ديسمبر/كانون الأول، كان أقلّ من 15% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عاما وأكثر من 50% بقليل من الذين تراوح أعمارهم بين 12 و17 عاما قد تلقوا اللقاح بشكل كامل.

وأثبتت اللقاحات أنها فعّالة جدًا للحماية من الأشكال الحادة من المرض.

وقال فيرسالوفيك: "إنّ المراهقين الموجودين في المستشفيات هم بشكل شبه حصري غير ملقّحين"، مثلما هي حال الأطفال الذين تراوحت أعمارهم بين 5 و11 عاما، والذين كانوا غير مخوّلين لتلقي اللقاح قبل مطلع نوفمبر/تشرين الثاني. أمّا الذين هم دون سن الخامسة، فهم غير مخوّلين لتلقي اللقاح حتى الساعة.

هل أوميكرون أخطر من دلتا على الأطفال؟ 

مثلما كانت الحال عندما تفشّى المتحور دلتا، أثار الارتفاع بعدد حالات استشفاء الأطفال مخاوف من أن ظهور متحور جديد سيمكّن الفيروس من التسبب بأشكال حادة من المرض أكثر من تلك التي سببها المتحور دلتا.

غير أن "أوميكرون لا يسبب إصابات خطيرة أكثر، بحسب ما نلاحظه اليوم"، على ما أفاد فيرسالوفيك، الذي قال: "يبدو أننا نتعامل مع نسبة أكبر من الإصابات ذات الأعراض المعتدلة".

واعتبر فاوتشي أن "الاستنتاج النهائي في شأن مستوى خطورة المتحور أوميكرون عند الأطفال لم يُحدّد بعد".

لذلك يتعيّن الانتظار حتى يناير/كانون الثاني على الأقل لمعرفة ما إذا كان المتحور أوميكرون، مثل المتحور دلتا، يتسبّب بتأثيرات طويلة الأمد على الصحة، وبأي نِسَب.

(فرانس برس)

المساهمون