اللاجىء عبد الحميد حمشو... تفوّق بمساندة العائلة

23 ديسمبر 2020
عبد الحميد حمشو لاجئ سوري في تركيا - العربي الجديد
+ الخط -

من حلب إلى تركيا، تخطى عبد الحميد حمشو المصاعب وتفوّق في دراسته عبر السعي وراء هدفه والمساندة من أهله.

من مدينة حلب، بدأت رحلة الشاب السوري عبد الحميد حمشو، متخطياً العديد من المصاعب للالتحاق بمقاعد الدراسة والتفوّق في تخصصه.

نشأ حمشو في حلب وتخرّج من المرحلة الثانوية في عام 2012 بتقدير ممتاز، من ثم التحق بجامعة حلب في كلية الهندسة التقنية فرع تقنيات الهندسة الحيوية. يقول لـ"العربي الجديد": "كانت الدراسة بجامعة حلب، في تلك الفترة، في غاية الصعوبة بسبب الحرب الدائرة في سورية والوضع المعيشي الصعب. أكملت السنتين الأولى والثانية في الجامعة، وفي السنة الثالثة اضطررت إلى الخروج من حلب من مواقع النظام".

 

FF42C82E-9059-442A-8E7C-BF37B4B60BBB
FF42C82E-9059-442A-8E7C-BF37B4B60BBB

ياسين عبد الله جمول

دكتوراة في اللغة العربية وآدابها، محقق وباحث مدقق في كتب التراث لبعض دور النشر، مشرف مدرسة سورية في تركيا، مدير جمعية تعليم خيرية لتعليم الأطفال السوريين، رسالتي للماجستير مطبوعة مع أبحاث علمية وكتابات أدبية وسياسية منشورة.الحياة مدرسة يتعلم منها الإنسان ما لا يتعلمه في مدرسته وجامعته مهما علت درجته العلمية، فعلينا أن نعي جيدا عن الحياة دروسها ونعرف أسباب النجاح فيها، لننجح، كما نهتم في المدرسة بما يضمن نجاحنا في صفوفها حتى التخرج.

 


في هذا الوقت، التحق بمركز حلب الإعلامي، حيث سجّل في إحدى المنح الجامعية التركية، وفي آخر عام 2013 صدرت نتائج المنحة، وكان من المقبولين في قسم الهندسة الحيوية في جامعة كركالي. وفي عام 2014 غادر سورية لاستكمال دراسته.


يضيف: "في سنة 2014 بدأتُ بدراسة اللّغة التركية لمدّة عام. وفي عام 2015 التحقت بالسنة الدراسية الأولى من جديد في الفرع ذاته الذي كنت أدرسه في سورية. في البداية، واجهتُ الكثير من الصعوبات بسبب اختلاف اللّغة، حيث إنني كنت أعلم كلّ المعلومات المذكورة في الدروس، لكن لم يكن باستطاعتي التعبير عن المعلومة في الامتحانات بسبب حاجز اللغة. والأمر الذي ساعدني هو تعاون الدكاترة في الجامعة معي وتفهّمهم لوضعي كوني طالبا أجنبيا".

 

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

 


مع مرور الوقت، والممارسة، بدأ حمشو يجد سهولة في فهم الدروس، وأصبحت اللغة أسهل بالنسبة إليه. يقول: "بعد انتهائي من السنة الثانية بمعدل ممتاز، قررت دراسة فرع هندسة الكهرباء والإلكتروني إلى جانب الهندسة الحيوية. طبعاً هذا القرار كان من الصعب تطبيقه، لأن وقتي أصبح ممتلئاً، لكن استطعت لاحقاً تنظيم وقتي ودراسة الفرعين. تخرّجت من فرع الهندسة الحيوية سنة 2019 بدرجة الأول على فرع الهندسة الحيوية، والثاني على الهندسات كلّها. بقي لديّ سنة في فرع الهندسة الكهربائية، حيث تخرجت منها في الـ 2020 أيضاً بتقدير ممتاز". كانت عائلة حمشو من أكثر المساندين والداعمين له خلال مسيرته الدراسية، وقدّمت له الكثير من الدعم، ليصل إلى هذه المرحلة من النجاح والتفوق.

ينصح حمشو الشباب السوري، في بلد اللجوء، بتحديد هدفهم ومن ثم السعي وراءه، ويقول: "من دون هدفٍ لن يكون هنالك نجاح، وستتشعب إلى الكثير من المفارق التي تكون نهايتها الفشل". يضيف: "كما أنصحهم بحبّ ما يقومون به للوصول إلى النجاح، وأعتقد أنه لا يوجد أي عائقٍ، فاللّغة مثلاً يُمكن للكثير من الطلاب التغلب عليها بسهولة عبر الإصرار والسعي المستمرّ وراء الهدف".

المساهمون