اللاجئ بطرس أيوب: في فلسطين كانت لدينا أحلام

08 ابريل 2022
"الكلّ يتغنى بحق العودة غير الموجود" (العربي الجديد)
+ الخط -

لم يزل اللاجئ الفلسطيني بطرس أيوب، المولود في بلدة البصة ويقيم في مخيم ضبيه للاجئين الفلسطينيين في لبنان، يتذكر حياته في البصة ويحن إليها، ويتمنى العودة إليها ليرتاح من عناء الحياة في لبنان.
لم تكن حياته سهلة بعد اللجوء. يعيش حالياً في بيت متواضع حيث تسكن مياه الأمطار معه في فصل الشتاء، في انتظار أن تفرج وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عن خدماتها، وترمم البيت.
يقول لـ"العربي الجديد": "لجأت عائلتي إلى لبنان حين كنت في الـ11 من العمر. لم نعرف حينها أننا لن نعود إلى فلسطين، حيث كانت نسبة اليهود المقيمين حوالي 12 في المائة. واليوم بتنا خارج وطننا بعدما هدم اليهود منازلنا، وسكنوا أرضنا، وصارت فلسطين وطناً لهم، وصرنا بلا وطن، ونحن ننتظر الجيوش العربية كي تعيدنا".
ويخبر أنّ "الحدود كانت مفتوحة بين لبنان وفلسطين حين خرجنا مع نحو 50 عائلة من البصة، وتوجهنا إلى بلدة علما الشعب (جنوبي لبنان) حيث أقمنا ثلاثة أشهر، قبل أن يأتي الدرك اللبناني ويبلغنا قرار ترك البلدة بحجة أنه يمنع سكن الفلسطينيين عند الحدود. وقصدنا مخيم الرشيدية، جنوب لبنان أيضاً، وظللنا فيه ثلاث سنوات، ثم انتقلنا إلى مخيم ضبيه".
ويقول إنّ والده عمل في البناء، بعدما كان حارساً على باب المطار البريطاني الحربي في فلسطين. ويشير إلى أنّه تابع تعليمه حتى الصف السادس الأساسي، ثم طلب منه والده أن يعمل ويساعد في تأمين مصروف البيت. و"هكذا عملت في مصبغة للقماش، وبعدها في البناء، وسافرت إلى السعودية والإمارات وليبيا".

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

يضيف: "تزوجت حين كنت في سن الـ25، ورزقت بثلاثة صبيان وبنتين، وأنا أقيم في المنزل ذاته منذ أكثر من 30 سنة. أملك سيارة مرسيدس قديمة أعمل بحسب الطلب عليها لتأمين لقمة عيشي مع زوجتي، فتكاليف الحياة مرتفعة جداً".
وفي ذكريات فلسطين، يقول: "امتلكنا أرضاً فيها ثمانون كعب زيتون، وكان بيننا وبين المطار شريط شائك، وكنت أذهب لأشاهد الطائرة. كنا صغاراً وكانت لدينا أحلام".
يتمنى العودة إلى فلسطين، ويقول: "الكلّ يتغنى بحق العودة غير الموجود، وأسأل أين الضمير الإنساني من هدم البيوت الفلسطينية يومياً، وبناء المستوطنات، وأين الأمم المتحدة؟". ويختم:" يا ضيعتي، لا تزعلي مني. تركتك غصباً عني. يا ضيعتي لا أنسى فضلك عليّ. يا ليتني متّ في أرضك، وإلى هنا لم آتِ".

المساهمون