اللاجئة مريم فهد أحمد: لو كنت في فلسطين لاختلفت حياتي

08 سبتمبر 2023
+ الخط -

تركت الحاجة مريم فهد أحمد حين كانت في عامها الأول بلدتها في قضاء طبرية بفلسطين، ولم تعرف بالتالي شيئاً عن بلدها الذي اضطرت إلى الهجرة منه ولم تعد إليه حتى اليوم بسبب الاحتلال الصهيوني، لكنها تعلم أن أسرتها عاشت في بيت "حتى لو كان من الشعر (القش)"، وامتلك والدها أبقاراً وفرت لأسرته متطلبات العيش المستقر. 
تقول الحاجة مريم، التي تعيش اليوم في مخيم عين الحلوة، جنوب لبنان، لـ"العربي الجديد": "كبرت في لبنان لكنني أعلم أننا خرجنا من فلسطين إلى منطقة رأس العين، جنوب لبنان، ومنها إلى مخيم الرشيدية، ثم انتقلنا إلى مخيم الشبريحا حيث استقرينا حتى دمر منزلنا بسبب القصف خلال الحرب"، تتابع: "عمل والدي كأجير يومي في الجنوب كي نعيش، كما اعتمدنا في بداية اللجوء على مساعدة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). لم أتعلم بسبب الفقر، وعملت لمساعدة عائلتي في مزارع الطماطم في الجنوب حتى تزوجت حين كنت في سن الـ17. وسكنت أيضاً في مخيم الشبريحا، وأنجبت أربعة صبيان، مات اثنان منهم، وأربع بنات، لكنني بقيت أعمل".

وتوضح أنها تهجرت إلى منطقة الزهراني، جنوب لبنان، بعد قصف منزلها في مخيم الشبريحا، وبنت بيتاً من التنك سكنت فيه سبع سنين، ثم قُصفت منطقة الزهراني أيضاً خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، "فهربنا مجدداً تاركين كل شيء خلفنا، وخلال الهروب حملت زوجة عمي على ظهري، لكن القصف باغتنا، فألقيت بنفسي مع زوجة عمي وأولادي في النهر كي نتجنب صواريخ الطائرات، لكن أختي لم تسلم، وماتت". 
تتابع الحاجة مريم: "توجهنا إلى مدينة صيدا، جنوب لبنان، للاحتماء من القصف، فلم نجد غير السكن في كراج حيث لم نكن نملك أي طعام أو ماء، أو حتى غطاء نحتمي تحته، حتى نقلتنا الأونروا إلى منطقة القشلة بصيدا حيث عشنا مدة طويلة قبل أن تبني الوكالة بيوتاً لنا في مخيم عين الحلوة. وفعلياً أمضينا عمرنا من حرب إلى حرب ومن تهجير إلى تهجير حتى استقر حالنا، لكن لا شيء يعوضنا فلسطين".
وتخبر بأنها عملت أيضاً في التنظيف في مراكز ومؤسسات للأطفال داخل مخيم عين الحلوة، وأيضاً في مدرسة "الأميركان" بصيدا لمدة عشر سنوات، ثم فتحت دكاناً صغيراً قرب بيتها. تتمنى الحاجة مريم العودة إلى فلسطين التي لم ترها ولم تعش فيها، وتقول: "عشنا أيام ذل في لبنان، وأعتقد أنه لو كنت في بلدي لكانت حياتي مختلفة".

المساهمون