تسعى وزارة الصحة الكويتية إلى توعية النساء الكويتيات والمقيمات حول أهمية الفحص المبكر لسرطان الثدي، في ظل الارتفاع الكبير في أعداد الإصابات في البلاد خلال الفترة الأخيرة. وتنشط حملات التوعية في شهر أكتوبر/تشرين الأول، وهو شهر التوعية بسرطان الثدي، وتحاول وزارة الصحة حث أكبر عدد من النساء للاستفادة من الفحص المجاني في المراكز الصحية.
وتقول وزارة الصحة إن 13.6 من كل ألف امرأة في الكويت مصابة بسرطان الثدي، مقارنة بأربع نساء من أصل ألف امرأة في دول أوروبا والولايات المتحدة الأميركية. كما أن عدد النساء المصابات بسرطان الثدي سنوياً هو أكثر من 600 امرأة، ويشكلن 40 في المائة من نسبة المصابات بأمراض السرطان في البلاد، بعدما كن يشكلن قبل سنوات نسبة لا تزيد عن 15 في المائة من المصابات بالسرطان.
ويؤكد رئيس مجلس إدارة الحملة الوطنية للتوعية بالسرطان "كان"، خالد الصالح، أن هناك زيادة كبيرة في عدد الإصابات بسرطان الثدي في الكويت، إذ تضاعف عدد النساء المصابات أربع مرات خلال عقدين، كما أن نسبة الوفيات بسبب سرطان الثدي تبلغ 8 وفيات من أصل 100 ألف نسمة، عازياً السبب إلى عدم وجود ثقافة الفحص المبكر لدى النساء، الأمر الذي أدى إلى زيادة نسبة الإصابات وارتفاع نسبة الوفيات من جراء الإصابة بسرطان الثدي.
ويقول الصالح لـ "العربي الجديد": "أهم شيء بالنسبة للنساء، خصوصاً ممن تجاوزن عمر الأربعين عاماً، ضرورة الفحص المبكر لسرطان الثدي، وعدم الشعور بالخجل من هذا الفحص. على العكس، فإن الفحص المبكر يؤدي إلى تخفيض نسبة الإصابة بواقع 90 في المائة، ويقلل معدل الوفيات في حال الإصابة". ويؤكد أن "المعركة هي معركة وعي بالنسبة للنساء، والحل الأمثل هو الفحص المبكر ولا شيء سواه".
ومن المتوقع أن تستمر الزيادة في معدلات الإصابة بسرطان الثدي في الكويت لتبلغ 75 حالة لكل مائة ألف نسمة في عام 2029.
من جهتها، تقول الطبيبة المتخصصة في سرطان الثدي فرح صادق، لـ "العربي الجديد": "دشنت وزارة الصحة البرنامج الوطني للكشف المبكر عن أمراض الثدي في دولة الكويت، ويستهدف حث النساء على الكشف المبكر عن سرطان الثدي، كونه الوسيلة الناجعة لتقليل فرص الإصابة بنسبة كبيرة جداً". تضيف: "فحص الثدي بالأشعة السينية (أشعة إكس) هو الفحص الأمثل والوحيد للكشف المبكر عن سرطان الثدي. وعلى الرغم من زيادة حملات التوعية، إلا أن الوعي بالفحص بين النساء ما زال ضعيفاً".
وخصصت وزارة الصحة خمسة مراكز موزعة على محافظات الكويت لإجراء الفحوصات، على أن يتم الحجز لموعد الفحص من خلال تطبيق على الهواتف المحمولة، ويحدد الموعد في غضون أيام فقط، ولا يقتصر الفحص على شهر أكتوبر/تشرين الأول "الخاص بالتوعية بسرطان الثدي"، بل إنه متوفر طوال العام لكل امرأة مقيمة في الكويت، على أن يتجاوز عمرها 40 عاماً، كون نسب الإصابة بسرطان الثدي هي الأعلى في هذا العمر تحديداً.
وتقول صادق إن تصوير الثدي الشعاعي (فحص الماموغرام) يجب أن يجرى لكل سيدة بلغت الأربعين عاماً ولم تجر فحصاً منذ عام كامل، ويزداد أهميته بالنسبة للنساء اللواتي أصبن بسرطان الثدي سابقاً.
من جهتها، تقول رئيسة البرنامج الوطني للكشف المبكر عن أمراض الثدي، الطبيبة هناء الخواري، إن سبب تضاعف الإصابات بسرطان الثدي أربع مرات في الكويت يعود إلى "تردد النساء في الفحص المبكر، خوفاً من اكتشاف المرض، بالإضافة إلى أنماط الحياة المتغيرة وزيادة نسبة السمنة وتناول هرمون الأستروجين، وهذا أمر خطير جداً". تختم: "كما أننا لا نستطيع تجاهل الأسباب الجينية والوراثية".