الكوكب يشهد أول "موجة ثالثة متتالية" لظاهرة النينيا

02 سبتمبر 2022
كينيا إحدى الدول التي تعاني من الجفاف (ياسويوشي شيبا/ فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، أنه من المحتمل أن تستمر ظاهرة النينيا/ النينيو المطولة حتى نهاية هذا العام على الأقل، فتشكِّل أول "موجة ثالثة متتالية" في هذا القرن، بعدما سُجِّلت ظروف النينيا في ثلاثة فصول شتاء متتالية في نصف الكرة الشمالي (صيف نصف الكرة الجنوبي)، وذلك بحسب التحديث الجديد بشأن النينيا الصادر عنها. 

وتوقعت استمرار ظاهرة النينيا الحالية على مدى الأشهر الستة المقبلة، مع وصول هذا الاحتمال إلى 70 في المائة في سبتمبر/ أيلول وحتى نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الجاري، لينخفض تدريجياً إلى 55 في المائة في ديسمبر/ كانون الأول وحتى فبراير/ شباط من العام المقبل، علماً أن ظاهرة النينيا الحالية كانت قد بدأت في سبتمبر 2020.

وقال الأمين العام للمنظمة بيتيري تالاس: "إنه لأمر استثنائي أن تشهد ثلاث سنوات متتالية حدوث ظاهرة النينيا. ولا شك في أن آثار التبريد الناتجة عن هذه الظاهرة تبطئ ارتفاع درجات الحرارة العالمية مؤقتاً، ولكنها لن توقف ولن تعكس اتجاه الاحترار على الأمد الطويل".

وأضاف أن "الجفاف المتفاقم في القرن الأفريقي وجنوب أميركا الجنوبية يحمل بصمات ظاهرة النينيا، وكذلك معدلات هطول الأمطار الأعلى من المتوسط في منطقة جنوب شرق آسيا ومنطقة أسترالاسيا".

ويؤكد تحديث المنظمة بشأن النينيا التوقعات المناخية الإقليمية بأن "الجفاف المدمر في القرن الأفريقي سيزداد سوءاً ويضر بحياة الملايين من الناس".

وأكد تالاس أن "المنظمة ستواصل تقديم معلومات مخصصة للقطاع الإنساني ودعم القطاعات المتأثرة بالمناخ مثل الزراعة والأمن الغذائي والصحة، بالإضافة إلى العمل على الحد من مخاطر الكوارث. كما ستواصل السعي جاهدةً إلى تحقيق هدف ضمان حماية كل شخص على وجه الأرض من الأخطار المتعلقة بالطقس والمناخ والماء بنُظم الإنذار المبكر في غضون خمس سنوات".

وقد اشتدت ظروف ظاهرة النينيا في المحيط الهادئ الاستوائي مع اشتداد الرياح التجارية (تتحكم في مناخ نصف الكرة الأرضية وتجمع الطاقة من البحار وتنقلها باتجاه خط الاستواء) في الفترة من منتصف يوليو/ تموز وحتى منتصف أغسطس/ آب من العام الجاري، الأمر الذي أدى إلى تغيّر أنماط درجات الحرارة وهطول الأمطار وتفاقم فترات الجفاف والفيضانات في أجزاء مختلفة من العالم.

وتشير ظاهرة النينيا إلى انخفاض واسع النطاق في درجات حرارة سطح المحيط في وسط وشرقي المحيط الهادئ الاستوائي، مع تغيرات في دوران الغلاف الجوي في المنطقة المدارية، وتحديداً في الرياح والضغط وهطول الأمطار.

وعادة ما تكون آثار ظاهرة النينيا معاكسة لآثار ظاهرة النينيو التي تشير إلى المرحلة الدافئة من الظاهرة المعروفة باسم "ظاهرة النينيو - التذبذب الجنوبي". مع ذلك، فإن جميع الظواهر المناخية التي تحدث بشكل طبيعي تأتي في إطار تغيّر المناخ وارتفاع درجات الحرارة العالمية وتفاقم ظواهر الطقس والمناخ المتطرفة، وتغيّر أنماط هطول الأمطار.

(العربي الجديد)