الفيضانات في الجزائر تخلّف أضراراً كبيرة وسط دعوات لحملة تضامن

12 سبتمبر 2024
مشهد من الفيضانات التي أغرقت مدينة عين الصفراء في الجزائر، 11 سبتمبر 2024 (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اجتاحت الفيضانات مدينة عين الصفراء في الجزائر، مسببة خسائر مادية كبيرة، خصوصاً في وسط المدينة، مما دفع لإطلاق حملة تضامنية لدعم السكان المتضررين.
- زار وفد حكومي برئاسة وزير الداخلية المدينة، متعهداً بتنفيذ خطة لتعويض الخسائر، بينما تستمر جهود التنظيف ورفع الوحول.
- أطلقت جمعيات أهلية وولايات جزائرية قوافل إغاثية، فيما نبهت سلطات سيدي بلعباس السكان لتوخي الحذر بعد ارتفاع منسوب مياه وادي مكرة.

خلّفت الفيضانات التي اجتاحت في الأيام الأخيرة مدينة عين الصفراء، جنوب غربي الجزائر، خسائر مادية كبيرة، خصوصاً في وسط المدينة. وبهدف دعم السكان المنكوبين من جرّاء الفيضانات التي تسبّبت في أضرار كبيرة، أُطلقت دعوات لتنظيم حملة تضامنية واسعة لمصلحة هؤلاء.

وفي حين كانت الجهود تُبذَل لرفع الوحول والأتربة التي حملتها معها السيول الطوفانية من المدينة، توجّه وفد حكومي برئاسة وزير الداخلية إبراهيم مراد إلى المدينة لاستطلاع الأوضاع فيها، في أعقاب الكارثة التي طاولتها. وتعهّد وزير الداخلية وكذلك وزير الموارد المائية طه دربال، في لقاء مع السكان اليوم، بتنفيذ خطة تكفّل وتعويض للخسائر لفائدتهم.

وقد طاولت السيول المسبّبة للفيضانات في عين الصفراء شوارعها ومنازلها، ولعلّ أكثر المناطق تضرّراً حيّ الهاشمي وسط المدينة، علماً أنّ الفيضانات نتجت عن ارتفاع منسوب مياه وادي المدينة.

توفيق جوادي من سكان المدينة، قال لـ"العربي الجديد" إنّ "كارثة كبيرة حلّت بنا، لم نشهد لها مثيلاً من قبل"، مضيفاً أنّ "الخسائر كبيرة وقد تغيّر وجه المدينة. ونحن ما زلنا، لليوم الخامس، نواصل جهود التنظيف ورفع الوحول، وما زل الوضع صعباً ويستدعي جهوداً كبرى". وتابع جوادي أنّ "المدينة في حاجة إلى دعم كبير، في ظلّ تعتيم وطني على الوضع الكارثي الحقيقي".

من جهته، رأى الناشط أحمد خليفة أنّ "معاينة الأوضاع من قبل الوفد الحكومي جيّدة"، مشدّداً على أنّ "الأوضاع تحتاج بالفعل إلى تغطية إعلامية واسعة لنقل الصورة إلى عموم الجزائريين، وتبيان الحالة الكارثية التي تعيشها عين الصفراء". أضاف أنّ "ثمّة بيوتاً رُدمت بالوحول"، معبّراً عن أمل بأن "يحثّ ذلك الجزائريين على تقديم مزيد من الدعم المادي والبشري لمدّ يد المساعدة إلى سكان عين الصفراء".

وفي هذا الإطار، أُطلقت حملة تضامنية تشارك فيها جمعيات أهلية وفعاليات المجتمع المدني ومواطنون، للتضامن مع سكان مدينة عين الصفراء. وقد بادر ناشطون إلى توفير وجبات طعام ومياه ومؤونة وفرش وأغطية لمصلحة المنكوبين، فيما أرسل مقاولون مركبات وعتادا للمساعدة في رفع الوحول ونقلها وتنظيف الشوراع. كذلك أطلقت ولايات جزائرية عدّة، أبرزها قسنطينة ووهران، قوافل إغاثية من أجل سكان عين الصفراء.

يُذكر أنّ الفيضانات ألحقت كذلك أضراراً بالغة في خطوط سكك الحديد التي تعبر المنطقة، ما أدّى إلى توقّف الرحلات. وقد عاين وفد من شركة النقل حجم تلك الأضرار لتقييمها وتنفيذ عمليات صيانة مستعجلة.

في سياق متصل، نبهت سلطات مدينة سيدي بلعباس، جنوب غربي الجزائر، السكان القاطنين على ضفاف وادي مكرة في المدينة إلى "ضرورة توخّي الحيطة والحذر، مع الالتزام بأقصى درجات اليقظة، بعد ارتفاع منسوب مياه الوادي المذكور عن مستوى مجراه، وبدء فيضان كميات من المياه صوب جزء من الطريق العام". ودعت مصالح الدفاع المدني، في بيان تحذيري، السكان إلى "مراقبة الأطفال وعدم المجازفة بعبور الطرقات في حالة تواصل خروج المياه عن مسارها الطبيعي، وذلك تفادياً لأيّ مفاجآت غير سارة في ظلّ الوضع الجوي المضطرب الذي تشهده المنطقة".

المساهمون