الفلسطيني وسيم خليفة.. شهيد لمرتين برصاص قوات الاحتلال

19 اغسطس 2022
تشييع جثمان الشهيد وسيم خليفة في نابلس (ناصر إشتية/ لايت روكيت)
+ الخط -

وقف حسن خليفة فوق رأس ابن عمه الشهيد وسيم خليفة (18 عاماً)، وهو مسجى في مسجد عباد الرحمن بمخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين شرق مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة، بانتظار الصلاة عليه قبل مواراته الثرى، أمس الخميس، يستذكر ما جرى مع الشهيد قبل نحو عام ونصف، حيث أصيب برصاصتين أطلقتهما عليه قوات الاحتلال الإسرائيلي كادت إحداهما تقضي عليه، لكنه نجا منها بأعجوبة.

يقول حسن خليفة لـ"العربي الجديد": "في إبريل/ نيسان 2021 خلال تصدي الشبان الفلسطينيين لاقتحام قوات الاحتلال والمستوطنين المنطقة الشرقية من مدينة نابلس، أسوة بما جرى يوم الخميس، أصيب ابن عمي وسيم برصاصتين أطلقتها عليه قوات الاحتلال الإسرائيلي، إحداهما في الجزء العلوي من الفخذ، حيث لحق ضرر كبير بالشريان الرئيسي وفقد كميات كبيرة من الدماء، إلى الدرجة التي جعلتنا نعتقد أنه قد يفارق الحياة في أي لحظة، حتى كتب الله له الشفاء.. لقد كتب الله لوسيم حينها عمراً جديداً، لم تُقدر له وقتها الشهادة التي نالها اليوم، إنها حكمة الله".

وبعد أن مكث وسيم في غرفة العناية المركزة عدة أيام وكان في غيبوبة تامة، بدأ يتماثل للشفاء، ومن المفارقات العجيبة أن مكان الإصابة الأولى هو ذاته تقريباً الموقع الذي أصيب به فجر الخميس، ما بين مخيم بلاطة وحي بلاطة البلد شرق نابلس، الذي يحتضن قبر يوسف، حيث يقتحمه المستوطنون لأداء طقوسهم التلمودية، وفق ابن عمه.

ويؤكد خليفة أن جنود الاحتلال الإسرائيلي تعمدوا قتل ابن عمه وسيم، ويقول: "كان وسيم يقف على المفترق، فباغته قناص إسرائيلي برصاصتين إحداهما في الرقبة والأخرى في الصدر، من دون أن يشكل أي تهديد لجنود الاحتلال الذين لم يكتفوا بذلك، بل أحاطوا به وتركوه ينزف حتى فارق الحياة".

ويعمل وسيم في محل لبيع مواد البناء، ويقضي جل يومه في العمل، ومع نهاية النهار يعود لمنزله في مخيم بلاطة، ليقضي ما تبقى من اليوم مع أهله، ثم يخرج لرؤية أصدقائه. ووالده ناصر خليفة ضابط متقاعد من الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وحالياً يعمل بشكل حر، ويعيل أسرة مكونة من خمسة أنفار.

وشيّع الفلسطينيون جثمان وسيم عصر الخميس من مستشفى رفيديا الحكومي بمدينة نابلس إلى المكان الذي أصيب فيه، وحُمل على الأكتاف بعد إنزاله من سيارة الإسعاف وسط صيحات الغضب جراء تعاظم جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وألقت عائلته نظرة الوداع الأخيرة عليه، ثم تمت الصلاة عليه، وجاب المشيعون به أزقة المخيم وسط إطلاق نار كثيف من عشرات المسلحين الفلسطينيين.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اقتحمت ليلة أمس الأربعاء مدينة نابلس من الجهة الشرقية ومحيط مقام يوسف ومخيمي عسكر وبلاطة، واستمر الاقتحام حتى فجر الخميس، وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز على الشبان خلال مواجهات دارت في تلك المنطقة أدت إلى إصابة 31 مواطناً، 3 منهم بحالة الخطر كان بينهم الشهيد وسيم ، فيما أصيب مواطن بقنبلة غاز برأسه، بحسب أحمد جبريل مدير عام الإسعاف والطوارئ بالهلال الأحمر في نابلس.

وقدمت محافظة نابلس 18 شهيداً منذ مطلع العام الجاري حتى أمس الخميس، فيما استشهد 140 فلسطينياً، بينهم 85 بالضفة الغربية بما فيها القدس، و4 شهداء آخرين من الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، وشهيد واحد من غزة متأثراً بجروحه من معركة سيف القدس العام الماضي، و50 شهيداً في العدوان الأخير على قطاع غزة، بينهم 17 طفلاً.

المساهمون