أحيا الفلسطينيون، الأحد، فعاليات "يوم الأسير"، في محافظات الضفة الغربية، في ظل مواصلة قرابة 500 معتقل إداري بدون تهمة مقاطعة المحاكم الإسرائيلية كافة لليوم 107 على التوالي.
ونظمت مؤسسات الأسرى الفلسطينية، بمشاركة الفصائل الوطنية، مسيرة مركزية شارك فيها المئات في وسط مدينة رام الله، وبدأت الفعاليات ظهرا، على دوار المنارة، بوقفة حمل خلالها المشاركون صور الأسرى، ولا سيما عمداء الأسرى الذين أمضوا في سجون الاحتلال أكثر من عشرين عاما، ولافتات ترفض ازدواجية المعايير الدولية بين القضية الفلسطينية والأزمة الأوكرانية.
وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، قدري أبو بكر، في كلمة قبل انطلاق المسيرة؛ إن "مليونا وثمانمائة ألف فلسطيني اعتقلوا منذ عام 1967 على يد الاحتلال، ويقبع اليوم في السجون الإسرائيلية قرابة 5500 أسير، منهم المرضى والأطفال والنساء، وتتجاوز إسرائيل بحقهم كل القوانين الدولية".
وتابع أبو بكر، إن "هناك هجمة شرسة على الأسرى، ما يعني وجود قرار إسرائيلي بتصفيتهم، خاصة المرضى منهم، مذكرا باستشهاد 227 من الأسرى في السجون، ولا يزال الاحتلال يحتجز جثامين بعضهم في الثلاجات، أو مقابر الأرقام"، ودعا الشعب الفلسطيني إلى الوقوف مع الأسرى، قائلاً: "لولا التواطؤ الغربي، والإسناد الأميركي غير المحدود، ولولا الصمت العربي، لما تجرأ الاحتلال على هذه السياسية الممنهجة ضد الأسرى، ولا يجدي الاستنكار، فإسرائيل فوق القانون، ويجب أن يكون هناك إجراءات على الأرض، وعقوبات ضدها".
وأكد مدير مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية "حريات"، حلمي الأعرج، لـ"العربي الجديد"، أهمية الذكرى في ظل مقاطعة المعتقلين الإداريين للمحاكم الإسرائيلية، وأكد أن تلك المعركة مهمة لأنها تعكس حالة الاستياء والغضب لدى المعتقلين الإداريين الذين وصل عددهم إلى أكثر من 530 معتقلا يتم التجديد لهم بشكل متكرر".
وتابع الأعرج: "مقاطعة المحاكم خطوة إلى جانب خطوات لجؤوا إليها سابقا، منها الإضراب الجماعي المفتوح عن الطعام في 2014، والذي استمر لـ62 يوما، والإضراب الفردي الذي خاضه أكثر من 60 معتقلا إداريا العام الماضي، آخرهم الأسير هشام أبو هواش الذي استمر إضرابه 141 يوما، والمقاطعة تحرج الاحتلال ومحاكمه العسكرية الصورية، وتحث المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته في ظل غياب معايير المحاكمة العادلة، والتي ترتقي إلى مستوى جريمة حرب وفق ميثاق روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية".
وأوضح أن "هذه المعركة إذا ما أضيف إليها حملة دولية لإنهاء سياسة الاعتقال الإداري، فهذا سيضع الاحتلال في الزاوية، ويمكن أن تؤدي إلى نتائج، لكن إن بقيت منزوعة من سياقها، فالنتائج ستكون محدودة".
وشارك مئات الفلسطينيين، في فعاليات إحياء "يوم الأسير" عبر مسيرة جابت شوارع مدينة نابلس، ورفع المشاركون صور الأسرى، والأعلام الفلسطينية، وسط هتافات تدعو لدعم الحركة الأسيرة في وجه الانتهاكات التي تتعرض لها على أيدي سلطات الاحتلال وإدارة السجون.
وأكد رئيس نادي الأسير الفلسطيني، قدورة فارس، لـ"العربي الجديد"، على هامش الفعالية، أن الأوضاع الراهنة التي يعيشها الأسرى تعد الأصعب منذ عقود في ظل ضعف الدعم الرسمي والأهلي، ما شجع الاحتلال على التمادي في اعتداءاته، مشددا على أن "وحدة الحركة الأسيرة كانت الصخرة التي تكسرت عليها عنجهية سلطات السجون، ومعظم الفعاليات الأخيرة، وأبرزها مقاطعة محاكم الاحتلال عبرت عن الوحدة، والحركة الأسيرة بحاجة إلى تضامن شعبي وجماهيري أوسع، وحراك دولي من أجل كشف حجم الجريمة التي ترتكب".
وشارك فلسطينيون، الأحد، في وقفة لإحياء ذكرى "يوم الأسير"، في ميدان الأسير كريم يونس بمدينة جنين، نظمها نادي الأسير، وهيئة شؤون الأسرى والمحررين، وفصائل العمل الوطني والإسلامي.
في #يوم_الأسير_الفلسطيني اليكم ارقام حسب نادي الاسير .
— UP- فلسطيني من كل مكان (@UPALDC) April 17, 2022
" لا بد للقيد ان ينكسر " pic.twitter.com/hqIOhbkYJy