أطلقت جهات إنسانية، تحذيرات لتجنب كوارث تُحدثها العواصف، لا سيما لقاطني المخيمات في عموم مناطق شمال غربي سورية، إذ تتسبب لهم في أضرار بالغة، تضاعفها التساقطات المطرية في فصل الشتاء.
وفي السياق، أكّد مصطفى الحاج يوسف مدير المديرية الرابعة في الدفاع المدني السوري، أنّ فرق الدفاع المدني السوري في عموم مناطق شمال غربي سورية رفعت من جاهزيتها منذ حوالي أسبوع تقريباً، تحسبّاً لأيّ طارئ نتيجة التقلبات المناخية في الشمال السوري، وبدأت بمجموعة أعمال خدمية تساعد على تجنب كوارث الغرق والسيول في فصل الشتاء.
وأوضح أنّ أعمالها شملت فرش طرقات داخل المخيمات وأرضيات جديدة لهذه الخيام، بالإضافة لفتح قنوات تصريف لمياه الأمطار بعيداً عن المخيمات، كما نقلت بعض المخيمات من أماكن السهول والوديان إلى أماكن أكثر ارتفاعاً.
وتابع: "في ما يخصّ العواصف الهوائية التي تضرب اليوم مناطق الشمال السوري فلا يمكن التصدي لها بشكل كامل، وإنما تقتصر أعمال الاستجابة على تحصين هذه المخيمات وتوطيدها ورفع الجاهزية لفرق الدفاع المدني السوري للتدخل في حال طلبها. لكن هذه التدخلات والاستجابة لا تعدو كونها أعمالا إسعافية وطارئة في ظل هذا الوضع المأساوي الذي يعيشه السوريون منذ سنوات في مخيمات النزوح التي تحوّلت إلى مدن من القماش ويبقى الحل الأمثل هو محاسبة نظام الأسد على جرائم التهجير بحق المدنيين وعودة أهلنا النازحين والمهجرين إلى مدنهم وبلداتهم".
وذكّر الدفاع المدني عبر صفحته على "فيسبوك"، سكان المخيمات بضرورة تثبيت الخيام بشكل جيد، والابتعاد عن مجاري السيول وعدم إشعال المدافئ أو النار داخل الخيام أو في محيطها، مؤكدا على أهمية تثبيت ألواح الطاقة الشمسية، وعدم الاقتراب من الأبنية التي تعرضت للقصف.
بدوره، بث مدير مخيم التحّ عبد السلام يوسف، تسجيلا مصورا، تحدّث فيه عن أحوال المخيم، في الوقت الذي تهدد فيه العاصفة النازحين المقيمين فيه، لافتا إلى أن معظم الخيام بالية ولا يمكن أن تصمد أمام هذا النوع من العواصف، الأمر الذي قد يتسبب بخسارة سكان المخيم لها وبالتالي خسارة المسكن.
وفي مارس/ آذار الماضي، اقتلعت عاصفة هوائية عشرات الخيام التي يقيم فيها نازحون بالمنطقة المحيطة بمدينة كفرتخاريم في ريف إدلب، وحملت العاصفة حينها اسم "التنين" وتسببت بخسارة العوائل للمسكن. كما خسر العشرات من سكان مخيم بداما بالقرب من الحدود السورية التركية شمال غربي إدلب لخيامهم جراء العاصفة.
بدوره، أوضح النازح عمار الخالد المقيم بمخيم للنازحين قرب مدينة الدانا، لـ"العربي الجديد" أنه وضع الكثير من الحجارة في محيط الخيمة التي يسكن بها، في محاولة لمنع الرياح من اقتلاعها، مضيفا: "لم نتمكن من النوم ليلة أمس نتيجة اشتداد الرياح، وحتى الوقت الحالي لا تزال الريح عاصفة، نرجو أن تنتهي العاصفة دون خسارة خيمتنا".
ووفق الإحصائيات الأخيرة لفريق "منسقو استجابة سورية"، بلغ عدد المخيمات في المناطق المحررة شمال غربي سورية 1293 مخيما، منها 382 مخيما عشوائيا، هي الأكثر عرضة للضرر والتأثر بالأحوال الجوية السيئة، كون معظمها موجودا في أراض زراعية أو مناطق تهددها السيول.
ويقيم في مخيمات المنطقة أكثر من مليون شخص. ويصل عدد سكان المخيمات العشوائية إلى نحو 185 ألف شخص.