العفو الدولية: تهجير إسرائيل سكان شمال غزة قد يرقى لجريمة حرب

العفو الدولية: تهجير إسرائيل سكان شمال غزة قد يرقى إلى جريمة حرب

26 أكتوبر 2023
إعلان منطقة بأكملها هدفاً عسكرياً يتعارض مع القانون الدولي الإنساني (محمود همص/فرانس برس)
+ الخط -

أكدت منظمة العفو الدولية أن تهديدات الجيش الإسرائيلي التي تأمر سكان شمال قطاع غزة بالنزوح قسراً قد ترقى إلى "مستوى جرائم حرب".

وقالت المنظمة، في بيان مساء الأربعاء، إنّ الجيش الإسرائيلي ألقى في 21 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري منشورات على شمال غزة تأمر السكان بإخلاء المنطقة فوراً؛ "بدعوى أنّ حياتهم في خطر".

وهدد الجيش بأنّ "كل مَن اختار ألا يخلي (بيته) من شمال غزة إلى الجنوب من (منطقة) وادي غزة، من الممكن أن يُحدد أنه شريك في تنظيم إرهابي".

ووفقاً لكبيرة مستشاري برنامج الاستجابة للأزمات في منظمة العفو الدولية دوناتيلا روفيرا، فإنّ "إعلان مدينة أو منطقة بأكملها هدفاً عسكرياً يتعارض تماماً مع القانون الدولي الإنساني، الذي ينص على أنه يجب على مَن ينفذون الهجمات التمييز بين المدنيين أو الأعيان المدنية والأهداف العسكرية".

وأكدت أنّ "انتهاك مبدأ التمييز من خلال استهداف المدنيين أو الأعيان المدنية، أو من خلال تنفيذ هجمات عشوائية تؤدي إلى مقتل أو إصابة المدنيين، يُعدّ جريمة حرب".

وأضافت أنه "لا يمكن اعتبار الرسائل الواردة في هذه المنشورات تحذيراً فعّالاً للمدنيين؛ بل تقدّم بدلاً من ذلك دليلاً إضافياً على أنّ إسرائيل تهدف إلى تهجير المدنيين في شمال غزة قسراً".

وتابعت: "وقد ترقى هذه التهديدات أيضاً إلى مستوى جريمة الحرب المتمثلة في العقاب الجماعي؛ بسبب تحميلها (إسرائيل) مئات الآلاف من المدنيين المسؤولية عن أفعال لم يرتكبوها".

ولليوم العشرين، يواصل جيش الاحتلال استهداف قطاع غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء وخلفت آلاف الشهداء والجرحى من المدنيين، فيما تستمر الفصائل الفلسطينية بإطلاق صواريخ من القطاع على مستوطنات إسرائيلية.

وتحت قصف وتهديدات جيش الاحتلال الإسرائيلي، نزح بالفعل نحو 1.4 مليون فلسطيني من أصل 2.3 مليون نسمة هم سكان غزة، الذين يعانون بالأساس من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي مستمر منذ أن فازت حركة حماس بالانتخابات التشريعية في 2006.

ومنذ بدء الحرب، تقطع إسرائيل عن سكان غزة إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية وانهيار المنظومة الصحية في القطاع المحاصر.

وجددت "العفو" الدولية دعوتها إلى "إلغاء أوامر الإخلاء القسري فوراً"، وكذلك "إلغاء جميع الشروط المفروضة على توزيع المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، والسماح بدخول المساعدات، بما في ذلك الوقود، إلى غزة بكميات كافية لتلبية الاحتياجات الماسة للسكان المدنيين".

بدورها، دعت منظمة أوكسفام، أمس الأربعاء، للسماح بدخول الغذاء والماء والوقود وغيرها من الضروريات إلى القطاع، رافضة سياسة التجويع التي تستخدمها إسرائيل كسلاح حرب ضد المدنيين في غزة.

وحثّت المنظمة الإغاثية العالمية مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والدول الأعضاء في الأمم المتحدة على التحرّك الفوري لمنع تدهور الوضع بشكل أكبر، والوقف الفوري لإطلاق النار، وإتاحة الوصول العادل وغير المقيّد إلى قطاع غزة بأكمله للحصول على المساعدات الإنسانية، وجميع الإمدادات الضرورية من الغذاء والمياه والإمدادات الطبية والوقود لتلبية احتياجات السكان.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون