أثار قرار اتخذته وزارة التربية العراقية، بجعل الدوام حضورياً في عموم المدارس، خلال العام الدراسي المقبل، مخاوف من تفشي وباء كورونا بشكل أوسع مما هو عليه الآن، ولا سيما مع التحذيرات والمخاوف التي تطلقها وزارة الصحة، والتي تؤكد أن النظام الصحي على وشك الانهيار.
ويعيش العراق وضعاً صحياً صعباً للغاية، بسبب التصاعد الكبير بأعداد الإصابات بفيروس كورونا، التي تراوح يومياً بين 10 – 13 ألف إصابة، وهي أرقام قياسية خطيرة، لم يصل إليها العراق من قبل، وسط عدم التزام الإجراءات الوقائية، ومخاوف من تفشٍّ أوسع.
وقال وزير التربية علي حميد الدليمي، إن "العام الدراسي المقبل سيكون حضورياً وبشكل كامل، وإن على الفرق التعليمية والتدريسية أخذ اللقاح"، مؤكداً "أهمية التزام الإجراءات الوقائية والصحية في المدارس، والوزارة تبذل جهودها من أجل ذلك".
بدوره، قال المتحدث باسم الوزارة، حيدر فاروق، إن "الوزارة لم تحدد حتى الآن موعداً نهائياً لبدء العام الدراسي الجديد"، مبيناً أن "في الفترة المقبلة سنشهد أخذ اللقاح المضاد لفيروس كورونا، وستكون هنالك عملية تعليمية تسير بشكل أفضل من السابق".
وأشار إلى أنه "سيكون هناك تنسيق وتعاون بين وزارتي التربية والصحة، وأن أخذ المسحات من شأن وزارة الصحة، حيث إنها تؤخذ داخل المراكز الصحية، وأي طالب يشعر بإصابته يجب أن تكون هناك ورقة فحص من المركز الصحي تؤشر على حالته".
قرار وزارة التربية لا يبدو مقنعاً لمسؤولين في وزارة الصحة، الذين أكدوا أن الوضع الحالي للوباء لا يساعد على البدء بالعام الدراسي الجديد، وهناك مخاطر إذا ما حصل ذلك، خاصة مع استحالة التمكن من إعطاء اللقاح لأكثر من 10 ملايين طالب وتلميذ خلال الشهر الباقي من العطلة الصيفية.
وقال مسؤول في الوزارة، لـ"العربي الجديد"، إن "أعداد الإصابات وسرعة انتشار الفيروس حالياً بلغت أخطر مراحلها، وإن أي عودة إلى المدارس ستكون خطيرة جداً، إلا في حال تحسُّن الوضع الصحي، والسيطرة على سرعة انتشار الوباء"، مشيراً إلى أن "المشكلة تكمن أيضاً في عدم إمكانية السيطرة على الطلاب، وإجبارهم على التزام الإجراءات الوقائية، كذلك إن أعمار المرحلة الابتدائية منهم غير مهيّأة لأخذ اللقاح".
وشدد على أن "قرار عودة المدارس حضورياً يحتاج إلى تريث وإعادة دراسة، وأن يكون مرتبطاً بالوضع الصحي، فإذا ما تحسن الوضع، وتمت السيطرة عليه، فإنّ من الممكن إعادة الدوام حضورياً"، داعياً وزارة التربية إلى "دراسة القرار من كل جوانبه".
ويخشى أولياء أمور الطلاب من عواقب قرار عودة المدارس حضورياً، معتبرين أنه خطير على أبنائهم، ومن ثم على العوائل. وقال غالب الخزاعي، وهو أب لطالبين، إن "القرار أثار مخاوفنا. يجب أن تكون الوزارة أكثر حرصاً على الطلاب، وأن تكون قراراتها صادرة بالتنسيق مع وزارة الصحة"، مؤكداً لـ"العربي الجديد"، أنه "متردد بشأن عودة أبنائي للمدارس، سيكون ذلك خطيراً عليهم وعلينا، من خلال إمكانية نقل العدوى"، لافتاً إلى ضرورة تراجع الوزارة عن قرارها بما يتناسب مع الوضع الصحي للبلاد.