العراق يعلن ضبط مليوني حبة مخدرة في الأنبار

15 اغسطس 2022
المخدرات المصادرة جاءت من مدينة البوكمال السورية (Getty)
+ الخط -

أعلنت قيادة شرطة محافظة الأنبار غربي العراق، اليوم الإثنين، ضبط مليوني حبة مخدرة خلال عملية نفذتها قوة خاصة أسفرت عن اعتقال تاجر مخدرات، كان ينوي توزيع الكمية داخل المحافظة.

وقالت شرطة الأنبار في بيان لها، إن "قوات مكافحة الإجرام نفذت عملية نوعية استباقية أسفرت عن الإطاحة بتاجر للحبوب المخدرة في مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار"، وأضاف البيان أن العملية تمت في منطقة (الخمسة كيلو) غرب مدينة الرمادي، وتم ضبط مليوني حبة مخدرة.

ولم يكشف البيان عن تفاصيل أخرى، لكن مسؤولاً في الداخلية العراقية قال لـ"العربي الجديد"، إن "المتهم كان مراقباً من قبل الأمن منذ خروجه من مدينة القائم الحدودية مع سورية باتجاه الشرق حيث طريق بغداد".

وأضاف أن "المراقبة كان الهدف منها معرفة الجهات التي سيتواصل معها ويسلمها الشحنة، لكنه توقف في الرمادي واستدعى ذلك تنفيذ عملية الاعتقال وضبط كمية الحبوب المخدرة"، مؤكداً أن الحبوب مصدرها الأراضي السورية وتحديداً منطقة البوكمال التي تسيطر عليها قوات النظام السوري.

وتواصل قوات الأمن العراقية في مختلف محافظات البلاد ما تسميها بحرب مفتوحة على شبكات تهريب المخدرات والمواد الممنوعة، التي تنشط على الحدود مع إيران وسورية وتقوم بعمليات ترويجه داخل المدن بطرق مختلفة. وتقول وزارة الداخلية العراقية إن أكثر من 70 بالمائة من الجرائم الجنائية، التي تحصل داخل المجتمع، يتورط فيها متعاطو المخدرات.

ويأتي الإعلان الجديد عن ضبط الكمية الضخمة من المخدرات بالتزامن مع إعلان لخلية الإعلام الأمني، مساء أمس الأحد، القبض على شبكة لتجارة المخدرات بحوزتها 11 كيلوغراماً من مادة الحشيشة في البصرة، أقصى جنوبي العراق.
وذكر بيان للخلية أن "جهاز الأمن الوطني في محافظة البصرة تمكن، بعد جمع المعلومات الاستخبارية، من إلقاء القبض على شبكة لتجارة المخدرات بعد نصب كمين لهم أسفر عن إلقاء القبض على ثلاثة متهمين بالجرم المشهود وضبط نحو 11 كيلوغراماً من مادة الحشيشة"، كما كشف البيان أن قوات الأمن في محافظة بابل تمكنت، أيضاً، من القبض على 3 متهمين بترويج المخدرات والاتجار بها ومصادرة كميات كانت بحوزتهم إلى جانب أسلحة وقنبلة يدوية.

وعززت القوات العراقية عملياتها في ملاحقة تجار المخدرات منذ مطلع العام الجاري، وهي تعلن بشكل شبه يومي عن السيطرة على كميات كبيرة من المخدرات وتوقيف العديد من المهربين، إلا أن هذا لا يمنع من تداولها محلياً، حتى باتت تصل إلى المدارس، والمعاهد، والكليات، والسجون.

وفي مايو/ أيار الماضي، أعلن العراق تفكيك شبكتين لتهريب المخدرات ومصادرة أكثر من ستة ملايين حبة من "الكبتاغون" كانت معدة للتوزيع في البلاد، واعتقلت عدة أشخاص من جنسيات عربية مختلفة. كما كشفت مديرية مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية العراقية، أن محافظتي البصرة وميسان تحتلان المرتبة الأولى بالتهريب والتعاطي في المحافظات العراقية.

وكان المتحدث باسم مديرية مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية العراقية، العقيد بلال صبحي، قال منتصف أيار الماضي إن بلاده نجحت في تأسيس "قاعدة بيانات متكاملة عن طرق وأساليب ومناطق ودخول المواد المخدرة وأكثر المواد انتشارا في العراق"، معتبراً أن "الشباب هم الفئة المستهدفة".

وكشف صبحي عن القبض على أكثر من 5300 متورط ومتهم بعمليات تجارة وترويج المخدرات وتعاطيها، خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي، مع مصادرة نحو 4 ملايين حبة مخدرة من نوع كبتاغون، و100 كيلوغرام من المواد المخدرة الأخرى.

وأضاف أيضاً أن "مادتي الكريستال والحشيشة تنتشران في وسط وجنوب العراق وتدخلان عن طريق محافظة ميسان والبصرة (الحدوديتين مع إيران)، أما الكبتاغون والمؤثرات العقلية الأخرى فتنتشر في غرب وشمال العراق وتدخل من محافظة الأنبار (الحدودية مع سورية)". ولفت إلى أن أغلب المواد المخدرة تدخل إلى العراق "عبر الطرق والمنافذ غير الرسمية والأهوار، والشريط الحدودي والصحراء من الجهة الغربية".

واعتبر القاضي وليد إبراهيم، المختص بالنظر بقضايا المخدرات في بغداد، في تصريحات سابقة له أن العراق يعيش "حالة حرب مخدرات"، مضيفاً أن "هذه الحرب بدأت تظهر بشكل واضح بعد عام 2003"، لافتاً إلى أن "هناك زيادة مستمرة بنسبة التعاطي والمتاجرة للمخدرات في العراق".

المساهمون