استعادت الحكومة العراقية 154 عائلة عراقية نازحة في مخيم الهول السوري، إلى مخيم الجدعة في محافظة نينوى العراقية، بعد توقف دام لعدة أشهر، جاء بالتزامن مع تشكيل الحكومة الجديدة في العراق برئاسة محمد شياع السوداني في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
ووفقاً لبيان للقيادة المركزية الأميركية، فإن "استعادة تلك العائلات جزء من جهود الحكومة العراقية المستمرة والجهود الدولية لإعادة سكان مخيم الهول العراقيين وإعادة تأهيلهم ودمجهم"، ونقل البيان عن قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل "إريك" كوريلا، قوله: "إننا نثني على الحكومة العراقية لدورها البنّاء والشجاع في عملية الإعادة هذه".
واعتبر البيان، الصادر مساء الاثنين، أن "إعادة السكان تأهيلهم ودمجهم، أمر بالغ الأهمية"، مشيراً إلى أنه "لطالما خدم مخيم الهول كنقطة اشتعال للمعاناة الإنسانية وفرصة تجنيد لداعش، وهذا هو السبب في أن إعادة هؤلاء السكان وإعادة تأهيلهم وإعادة دمجهم أمر بالغ الأهمية للعراق والمنطقة والهزيمة الدائمة لداعش".
ولم تصرّح الحكومة العراقية بشأن إعادة تلك العائلات أو أي تفاصيل عنها، وسبق لوزيرة الهجرة والمهجّرين العراقية إيفان جابرو أن صرّحت، في مؤتمر صحافي عقدته في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بأنّ ثمّة ثمانية آلاف عائلة عراقية تقريباً في مخيّم الهول السوري، وأنّ عملية استعادتها ستُستأنف في بداية عام 2023 بإشراف جهاز الأمن الوطني بعد التدقيق في الأسماء. وستشمل العملية خصوصاً استعادة النساء والأطفال الذين ليس لهم أيّ ارتباط بتنظيم "داعش".
وفي العام الماضي، استعادت السلطات العراقية خمس دفعات من رعاياها على التوالي، ليبلغ مجموع العائلات 603 نُقلت إلى مخيّم نزوح مغلق إلى جنوب مدينة الموصل، حيث خضعت لبرامج تأهيل نفسية واجتماعية بإشراف الأمم المتحدة، قبل إعادتها بالتدريج إلى مناطق سكنها الأصلية.
ويتوقع خبراء عراقيون أن يستمرّ برنامج استعادة عراقيي "الهول" لنحو عامَين، إن مضت بغداد بعمليات النقل على هذا النحو.
وتعرّض ملف إعادة العائلات العراقية من مخيم الهول السوري لحملات إعلامية ورفض وضغوط من قبل الفصائل المسلحة العراقية الحليفة لإيران والأحزاب المرتبطة بها، إذ وجهت اتهامات لتلك العائلات بالارتباط بتنظيم "داعش"، وضغطت على حكومة الكاظمي لمنع إعادتها، وسبّبت وقف برنامج الإعادة لفترات طويلة، مهددة باستهدافهم.
ولا تُعَدّ العائلات التي تُعاد من مخيم الهول، من العائلات المحسوبة على ما يعرف في العراق بـ"عوائل داعش"، إذ أكدت السلطات العراقية أن هذه الأسر نازحة بفعل المعارك والعمليات العسكرية في المدن العراقية المجاورة لسورية، وانتهى بها المطاف في المخيمات.