تستعد السلطات العراقية في بغداد، اليوم الثلاثاء، لتسيير رحلة جديدة إلى مطار مينسك الدولي لإجلاء المزيد من العراقيين المهاجرين العالقين على الحدود البيلاروسية البولندية منذ عدة أسابيع، وذلك بعد تسجيل طلبات عودة طوعية إضافية للعشرات منهم خلال اليومين الماضيين، بحسب ما أكّد مسؤول عراقي في بغداد.
وقال المسؤول، لـ"العربي الجديد"، إنّ البعثة العراقية تلقّت حوالى 90 طلباً جديداً في العاصمة البيلاروسية مينسك، من مهاجرين عراقيين قرّروا العودة.
وخلال الأسابيع الثلاثة الماضية، سيّرت بغداد ست رحلات جوية إلى مينسك، أعادت فيها أكثر من ألفي مهاجر عالق على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، واتّهم مسؤولون عراقيون السلطات البيلاروسية باستغلال المهاجرين العراقيين سياسياً مع جيرانها الأوروبيين.
وقال مسؤول في وزارة الهجرة العراقية، لـ"العربي الجديد"، إنّ البعثة الدبلوماسية العراقية العاملة في بيلاروسيا، سجّلت عشرات الطلبات للعودة الطوعية إلى البلاد، بعد تراجع آمال فتح الحدود الأوروبية أمامهم.
وأضاف أنّه قُدِّم نحو 90 طلباً، والعراق سيرسل طائرة لإعادتهم قريباً مع استمرار تسجيل الطلبات الجديدة، وتحدّث عن أنّ هناك طلبات لعائلات كاملة قرّرت العودة، وأغلبها من إقليم كردستان العراق.
ووفقاً للمسؤول ذاته، قدّم العراق مساعدات عاجلة، طبية وإنسانية، إلى تلك الأسر ريثما تُعاد إلى البلاد. وأكّد عدم نيّة العراق إجبار العائلات أو الشبان المهاجرين على العودة قسراً إلى البلاد، لكنه جدّد تأكيد سوء معاملة السلطات البيلاروسية للعراقيين، وكذلك حرس الحدود البولندي "البعيد عن الإنسانية"، وفقاً لقوله.
والخميس الماضي، أعلنت وزارة الخارجية العراقية إعادة دفعة جديدة من المهاجرين العراقيين العالقين بين الحدود البيلاروسية البولندية، على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية العراقية، في سادس دفعة تصل إلى البلاد منذ تفجّر أزمة المهاجرين في بيلاروسيا مطلع الشهر الماضي.
وبلغ عدد المهاجرين العراقيين العالقين على الحدود البيلاروسية البولندية الذين قرروا العودة طواعية إلى البلاد أكثر من ألفي مهاجر، نحو 90% منهم من مواطني إقليم كردستان، شمالي البلاد.
وأكد وكيل وزارة الهجرة العراقية كريم النوري، تعرض العراقيين العالقين على حدود بيلاروسيا وبولندا لانتهاكات من قبل السلطات الأمنية هناك.
ونقلت وسائل إعلام محلية عراقية عن النوري قوله إنّ "الصراع السياسي بين بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي يجب ألا ينعكس على العراقيين"، وطالب النوري "بتطبيق المعايير الدولية ومعايير حقوق الإنسان مع العراقيين العالقين بين البلدين".
وأضاف أنّ "هناك عصابات بمساعدة الحكومة البيلاروسية تدفع العراقيين نحو المجهول للضغط على الاتحاد الأوروبي". وتابع: "هناك تصرفات خارجة عمّا نسمعه من المعايير الدولية وحقوق الإنسان، واستُخدِمَت الكلاب البوليسية والرصاص الحيّ ضد المهاجرين العراقيين".
واتهم النوري السلطات البيلاروسية بأنها "تمارس أساليب بوليسية ضد العراقيين، وتمنحهم تأشيرة دخول ويضغط عليهم بعدم العودة، وهم بين الضغط البولندي، ومنع الرجوع من الجانب البيلاروسي".
ودعا النوري الصليب الأحمر "إلى التعامل بإنسانية مع العراقيين، لا أن يكون العراقيون ضحية، وجعلهم ورقة ضغط بيلاروسية على الاتحاد الأوروبي".
ولوح بأنّ بلاده "لن تسكت عن إلحاق الأذى بالعراقيين، عندما نجد دلائل ووثائق صحيحة"، مشيراً إلى أنّ المهاجرين "لم يذهبوا للنزهة، وهناك أسباب حقيقية دفعتهم إلى الهجرة"، مهدداً "بكشف وفضح التصرفات التي تمارس ضد العراقيين بين الحدود في ظروف قاسية لا يقبل بها أي إنسان يحترم البشرية".