استمع إلى الملخص
- مخيم الهول يضم آلاف العائلات العراقية والسورية وأفراد من 20 جنسية، والعائلات المستعادة تخضع لتأهيل نفسي لدمجها في المجتمع.
- الحكومة العراقية تواجه تحديات في استعادة العائلات بسبب الضغوط والحملات الإعلامية، مع التأكيد على أن ليست كل العائلات مرتبطة بداعش.
أفادت مصادر في العراق، اليوم الخميس، بقرب استعادة 96 عائلة عراقية من مخيم الهول في ريف الحسكة، شمال شرقي سورية، الواقع تحت إدارة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، ونقلها إلى مخيم الجدعة في محافظة نينوى شمالي البلاد، من ضمن جهود حكومة بغداد لإنهاء ملفّ هذه العائلات واستعادتها كلها.
ويضمّ مخيم الهول نحو سبعة آلاف عائلة عراقية، لا سيّما من عائلات مقاتلي تنظيم داعش، إلى جانب عدد مماثل من العائلات السورية، بالإضافة إلى أكثر من عشرة آلاف شخص من عشرين جنسية أخرى، علماً أنّه يبعد نحو 20 كيلومتراً فقط عن الحدود العراقية-السورية. والقافلة الجديدة من العائلات المستعادة تأتي في إطار الإجراء السادس عشر من نوعه منذ عامَين، مع الإشارة إلى أنّ نحو ألفَي عائلة عراقية استُعيدت من خلال 15 دفعة، معظم أفرادها البالغ عددهم ثمانية آلاف شخص من النساء والأطفال.
وبحسب ما نقلته محطات إخبارية كردية في إقليم كردستان العراق عن مسؤولين أمنيين، اليوم الخميس، فقد جُهّزت قائمة بأسماء عائلات عراقية تعيش في مخيم الهول تمهيداً لنقلها إلى العراق، موضحةً أنّ القائمة تضمّ 96 عائلة عراقية موجودة في مخيم الهول في الوقت الراهن، وسوف يُنقَل أفرادها إلى مخيم الجدعة.
في هذا الإطار، قال المسؤول المحلي في إدارة محافظة نينوى محمد الحمداني، لـ"العربي الجديد"، إنّ العائلات التي تُستعاد تخضع كلها لتأهيل مدّةً لا تقلّ عن ستّة أشهر. أضاف أنّ "الحكومة المركزية متعاونة وتبذل جهوداً لإنهاء الملف، وأنّ دورات التأهيل النفسي تُجرى بطريقة متّسقة من أجل دمج العائلات في المجتمع". وأشار الحمداني إلى أنّ "العائلات التي استعيدت في الفترات السابقة هي عائلات مسالمة وقد خضعت للتدقيق الأمني"، معبّراً عن ثقته بـ"الجهود الحكومية الساعية إلى تفكيك المخيم ونقل العائلات العراقية كلها".
ويواجه ملف استعادة العائلات العراقية من مخيم الهول السوري حملات إعلامية مناهضة ورفض وضغوط، على خلفية ارتباط تلك العائلات بتنظيم داعش. لكنّ العائلات التي تُستعاد من مخيم الهول ليست كلها من "عائلات داعش"، فالسلطات العراقية كانت قد أفادت بأنّ من بينها عائلات هُجّرت بفعل المعارك والعمليات العسكرية في المدن العراقية المجاورة لسورية، وبالتالي انتهى المطاف بها في مخيم الهول وغيره.
وفي الأشهر الماضية، عقد مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي سلسلة لقاءات مع سفراء دول أجنبية وعربية في بغداد، حثّهم خلالها على ضرورة استعادة رعاياهم من داخل مخيم الهول الذي وصفه بأنّه يمثّل "خطراً على المنطقة". وأكد الأعرجي أنّ مخيم الهول "قنبلة موقوتة نعمل على تفكيكها"، مشيراً إلى أنّ من بين الأشخاص الذين يعيشون في هذا المخيم "أكثر من 20 ألف شخص دون 18 عاماً".