أبدت السلطات العراقية تفاؤلاً إزاء برامج التأهيل التي بدأت تطبيقها على العائلات العراقية العائدة من مخيم الهول شرقي مدينة الحسكة السورية، بهدف إعادة دمجها بمناطقها الأصلية، مؤكدة تلقي عائلات جديدة لتلك البرامج.
ومنذ أغسطس/ آب العام الماضي، أعادت بغداد نحو 500 عائلة عراقية، غالبية أفرادها من النساء والأطفال، كانوا داخل مخيم الهول ومعسكرات نزوح أخرى في شمال شرق سورية.
وأطلقت السلطات العراقية في بغداد، بالتعاون مع منظمات أممية، سلسلة برامج نفسية وتعليمية تستهدف الأسر التي أُعيدت، واستقرت في مخيم الجدعة الواقع في ضواحي مدينة الموصل، شمالي العراق، وقد تمكنت الشهر الماضي من إعادة 127 عائلة من مركز التأهيل إلى مناطقها الأصلية في 5 محافظات عراقية.
ويقول مدير دائرة الفروع في وزارة الهجرة والمهجرين علي عباس، إن "مركز الجدعة للتأهيل النفسي والمجتمعي، خصص للعائدين من مخيم الهول برامج تأهيل تهدف إلى دمجهم في المجتمع من خلال سلسلة إجراءات تعتمدها الوزارة والمنظمات الشريكة". ويؤكد أنه "تم نقل 450 عائلة وإعادة وتأهيل 170 منها، ونقلها إلى مناطق سكنها. وأعيدت 120 من بينها إلى محافظة الأنبار على دفعات".
وأشار إلى أنه خلال "الأيام القليلة المقبلة، ستتم إعادة المتبقين بعدما تنتهي البرامج التي استهدفت هذه العائلات للتأهيل النفسي والاندماج"، مؤكداً أن "هناك تحديات نعمل على إزالتها بالتنسيق مع الشركاء والأجهزة الأمنية، وخصوصاً جهاز الأمن الوطني ومستشارية الأمن القومي والعشائر والسلطة المحلية"، لكنه لم يكشف طبيعة تلك التحديات.
من جهته، أكد مسؤول في مستشارية الأمن القومي العراقي التي تشارك بالدورات التأهيلية لتلك العائلات، أن "البرامج التي تتلقاها العائلات حققت نتائج إيجابية واضحة، في إعادة التأهيل النفسي لأفراد تلك العائلات، والتي ترغب بالعيش السلمي في المجتمع"، مبينا لـ"العربي الجديد"، أن "تلك الدورات تقام على أعلى المستويات، وأن خبراء نفسيين ومجتمعيين وأمنيين يشرفون عليها".
وأشار إلى أن "هناك تقبلا واضحا لدى العائلات لتلك البرامج، الأمر الذي سيجعل منها عناصر نافعة في المجتمع تسهم في نشر السلم المجتمعي ومنع التطرف وعدم الانجرار نحوه"،
وعلى الرغم من التدقيق الحكومي الأمني لتلك العائلات، والتأكد من عدم وجود أي ارتباط لها بتنظيم "داعش" الإرهابي قبل إعادتها إلى العراق، إلا أن أطرافاً سياسية عراقية حليفة لإيران، ترفض إعادة تلك العائلات، ودأبت على توجيه الاتهامات لها بأنها متورطة بالإرهاب، وأجبرت الحكومة على وقف برنامج نقل العائلات لأشهر عدة مضت، خوفاً من استهدافها من قبل الفصائل المسلحة المرتبطة بتلك الأطراف، ما دفع الحكومة إلى السعي لإعادة تأهيل تلك العائلات".
وهذه العائلات ليست محسوبة على ما يعرف بـ "عائلات داعش"، وأكدت السلطات العراقية أن هذه العائلات نازحة بفعل المعارك والعمليات العسكرية في المدن العراقية المجاورة لسورية، وانتهى بها المطاف في المخيمات.