- هناك شكوك حول دقة الأرقام الرسمية للضحايا والخسائر، مع دعوات لفتح تحقيق لمعرفة أسباب الكارثة ومحاسبة المقصرين، خاصةً أن الخسائر تعد الأعلى منذ عقود.
- حكومة الإقليم تسعى لتقديم تعويضات وإعادة تأهيل المناطق المتضررة، بينما تواجه انتقادات للحكومة المركزية بسبب عدم تحركها لمساعدة الإقليم، مما يبرز الحاجة لتضافر الجهود لمواجهة تداعيات الأزمة.
أصدرت السلطة المحلية في إقليم كردستان العراق حصيلة الخسائر البشرية والأضرار المادية التي تكبدتها مدن الإقليم خلال الأيام الماضية جراء موجة السيول والفيضانات التي ضربت محافظات دهوك وأربيل ومناطق أخرى، وسط تصاعد الدعوات الشعبية لتعويض المتضررين ومحاسبة المقصرين في التحذير من موجة السيول أو العمل على تخفيف آثارها.
وليلة أمس الأحد، أصدرت وزارة الداخلية في حكومة إقليم كردستان بياناً موسعاً ذكرت فيه أن موجة الأمطار والفيضانات والسيول التي ضربت الإقليم الأسبوع الماضي تسببت في مصرع ثلاثة أشخاص وإصابة 13 شخصاً آخرين.
ووفقاً للبيان، فإن الفيضانات تسببت بنزوح أكثر من 1500 شخص تم نقلهم إلى الفنادق، كما تضرر أكثر من 1800 بيت في جميع مدن الإقليم. وجاء في البيان الرسمي أن "تقييماً أولياً أجري للأضرار والخسائر التي تسببت بها موجة الأمطار خلال الفترة من 18 وحتى 21 مارس/آذار الجاري في جميع مناطق الإقليم، مبيناً أن ثلاثة أشخاص على الأقل لقوا مصرعهم في محافظة دهوك، فيما أصيب 13 شخصاً آخرون بجروح خلال تلك الفترة".
وأوضح البيان أنه تم إنقاذ 764 شخصاً، من بينهم 264 شخصاً من دهوك و500 شخص من زاخو، فيما نقل 1579 شخصاً إلى الفنادق، من بينهم 1049 من مدينة دهوك و530 من زاخو، وأنقذ 35 شخصاً من الغرق في الفيضانات جميعهم من دهوك. أضاف أن ما مجموعه 21 منزلاً انهارت كلياً، فيما كان مجموع المنازل المتضررة 1821 منزلاً، مؤكداً تضرر 236 سيارة و15 من المشاريع الحكومية، وتضرر 412 محلاً تجارياً و33 شارعاً، ونفقت مئات الحيوانات غرقاً. وقدّر البيان الخسائر المادية بأكثر من 64 مليار دينار عراقي (الدولار يساوي 1.309 دنانير عراقية).
إلا أن الناشط وعضو منظمة البيئة في السليمانية بإقليم كردستان آكو علي شكك بهذه الأرقام، مؤكداً أن الوفيات جراء صعق الكهرباء للأسلاك التي غمرتها المياه في الشوارع هم أربعة ضحايا وليس اثنين، كما أن عددا من الجرحى لا يزالون في المستشفيات بسبب سوء حالاتهم. يضيف في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "الخسائر التي تكبدها الإقليم تعتبر الأعلى منذ سنوات طويلة وتحديداً منذ سيول عام 1994. لذلك، يجب فتح تحقيق في كل ما حصل. نعتقد أن هناك تقصيرا، سواء في تحذير المواطنين ونقلهم من مناطق جريان السيول أو في سرعة التعاطي مع الخطر والإخلاء أيضاً".
نقل جثمان أحد المفقودَين في سيول دهوك الذي عثر عليه اليوم في نهر "هشكرو" بمركز المحافظة بعد 9 أيام إلى الطب العدلي بواسطة سيارة إسعاف
— Rudaw عربية (@rudaw_arabic) March 28, 2024
الصور.. نايف رمضان - رووداو pic.twitter.com/6hjvT8AAMQ
وتسعى حكومة الإقليم إلى تقديم تعويضات مجزية للضحايا، وفقاً لما كشفه مسؤول حكومي في أربيل، ويقول لـ"العربي الجديد"، إنها ستشمل توفير مساكن جديدة لمن دمرت منازلهم وتأهيل وبناء المنازل المتضررة بشكل جزئي، ويوضح أن "مؤسسة البارزاني"، وهي إحدى المنظمات الفاعلة في الملف الإنساني في الإقليم، تعمل على "تخفيف الأزمة والمساعدة إلى جانب الجهود الحكومية"، وينتقد "موقف بغداد المتفرج من أزمة السيول وما خلفته من أضرار".
وكان وزير الخارجية الأسبق والقيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني هوشيار زيباري قد وجه انتقادات للحكومة العراقية بسبب عدم تحركها تجاه أزمة السيول في الإقليم، وكتب في تدوينه له على منصة "إكس" أنه "لدى السيد رئيس الحكومة وبحكم كونه المسؤول التنفيذي الأول في البلد صلاحية استخدام موازنة الطوارئ المخصصة له لمعالجة أضرار الظواهر الطبيعية من السيول والأمطار والأضرار بالمواطنين، إلا أنه لم يحرك ساكناَ بخصوص سيول دهوك والأضرار التي لحقت بمواطني المحافظة. فلماذا هذا الإهمال؟".
لدى السيد رئيس الحكومة وبحكم كونه المسؤول التنفيذ الاول في البلد صلاحية استخدام موازنة الطوارئ المخصصه له لمعالجة اضرار الظواهر الطبيعية من السيول و الاضرار بالمواطنين و الامطار الا انه لم يحرك ساكنا بخصوص سيول دهوك و الاضرار التي لحقت بمواطني المحافظة. فلماذا هذا الاهمال؟
— Hoshyar Zebari (@HoshyarZebari) March 28, 2024