العراق: انتشال رفات 11 شخصاً قضوا بالقصف الجوي على الموصل قبل سنوات

31 أكتوبر 2023
الدفاع المدني في نينوى العراقية ينتشل رفاتاً من تحت الأنقاض (فيسبوك)
+ الخط -

ما زالت فرق الدفاع المدني العراقي تواصل عمليات انتشال رفات وبقايا بشرية من تحت الأنقاض في مدينة الموصل القديمة، التي أصبحت مدمرة بشكل شبه كامل بعد عمليات استعادة السيطرة عليها من قبضة تنظيم داعش قبل نحو 6 سنوات.

وأعلنت مديرية الدفاع المدني في نينوى، أمس الاثنين، عن تمكن فريق البحث والإنقاذ من انتشال رفات 11 شخصا من تحت الأنقاض في منطقة الميدان في مدينة الموصل القديمة، وتم تسليمها بمحضر رسمي إلى الطب العدلي.

وما زالت محافظة نينوى تضم مئات الجثث تحت أنقاضها، وسط توقف عمليات رفع الأنقاض فيها. وكان مرصد عراقي معني بحقوق الإنسان قد كشف قبل عدة شهور أنّ ما بين 700 و1000 جثة لمدنيين ما زالت تحت الأنقاض لغاية الآن، وهي الجثث المعلومة فقط، لكن قد يرتفع العدد إلى الضعفين في حال رفع أنقاض المنازل والمباني الأخرى التي ما زالت جاثمة لغاية الآن.

وقال مسؤول في مديرية الدفاع المدني في نينوى، لـ"العربي الجديد"، إن "فرق البحث والإنقاذ التابعة للدفاع المدني تعمل بشكل يومي، بالتعاون والتنسيق مع الجهات الأمنية المختصة الأخرى للبحث عن الجثث تحت الأنقاض في مدينة الموصل القديمة، والتي تعتبر مدينة مدمرة بشكل شبه كامل، وهي عبارة عن أنقاض منازل ومبان مدمرة".

وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن "فرق البحث والإنقاذ تمكنت خلال السنوات الماضية من انتشال أكثر من 5 آلاف جثة من تحت أنقاض المنازل المدمرة، قسم كبير منها تعود لعائلات قضت بالقصف الجوي والصاروخي على المدينة"، لافتاً إلى أنّه من المتوقع وجود مئات الجثث الأخرى. وبحسب المسؤول نفسه، فإنّ الرفات، التي تم استخراجها أول من أمس الأحد، وأعلن عنها الاثنين، ظهر أن بينها رفات أطفال نظراً لحجم الجمجمة وطول عظم الساق، كما أن هناك رفات امرأتين جرى التعرف إليهما من شعر الرأس والملابس.

تابع أنّ "عمليات البحث عن الرفات وانتشالها تتأخر بسبب وجود مخلفات لتنظيم داعش من العبوات وغيرها من الصواريخ، ولهذا فإنّ فرق الدفاع المدني لا يمكنها العمل في أي منطقة إلا بعد دخول الهندسة العسكرية وإجراء المسح الدقيق، وبعد التأكد من تطهير المنطقة بالكامل تبدأ فرق البحث بالعمل، وهذا الملف يحتاج إلى مزيد من الوقت لغرض حسمه".

وتُوجَّه اتهامات للحكومات العراقية المتعاقبة والحكومة المحلية بالموصل بإهمال ملف الرفات التي ما زالت تحت الأنقاض، على الرغم من آلاف الشكاوى من قبل الأهالي الذين فقدوا أبناءهم خلال تلك الفترة من المعارك وعمليات القصف التي تعرضت لها المدينة.

وتعد محافظة نينوى من أكثر المحافظات العراقية التي سجّلت معارك كبيرة خلال العقد الأخير، إذ بسط تنظيم داعش سيطرته عليها خلال صيف عام 2014، ولعدة سنوات، وقد تسببت تلك الحقبة بمقتل كثير من الأهالي على يد التنظيم، كما شهدت عمليات تحرير المحافظة معارك قاسية وقصفاً مكثفاً من قبل القوات العراقية وفصائل "الحشد الشعبي"، ما تسبب بدمار كبير فيها، وضاعف أعداد الجثث تحت الأنقاض.

المساهمون