استمع إلى الملخص
- انتشار أعمال السحر والشعوذة في العراق، مع تكثيف الحملات الأمنية في السنوات الأخيرة لملاحقة الممارسين، خاصة عبر مواقع التواصل وفي مناطق شعبية.
- دعوات للإبلاغ عن المشعوذين وتأكيدات على أهمية التعاون المجتمعي للقضاء على هذه الظاهرة، مع تحذيرات للضحايا، خصوصًا النساء، من خطورة الوقوع في فخ الاحتيال.
ألقت السلطات الأمنية في محافظة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، القبض على مشعوذ إيراني الجنسية، بعدما جمع ثروة كبيرة من النساء مقابل أعمال الشعوذة والسحر التي يمارسها.
وانتشرت في السنوات الأخيرة أعمال السحر والشعوذة في عموم محافظات العراق، حيث نشط هؤلاء على مواقع التواصل الاجتماعي وفي مكاتب خاصة لهم بمناطق معروفة وأخرى تعمل بشكل غير معلن، لا سيما في المحافظات الجنوبية من البلاد والعاصمة بغداد، فضلا عن محافظة كردستان.
مشعوذ إيراني يدّعي معالجة الأمراض وتطويل القامة
وذكر بيان لمديرية أسايش (الأمن الكردي) لقضاء سوران التابع لمحافظة أربيل، صدر اليوم الأربعاء، أن "مفارز قضاء خليفان تمكنت في الساعة التاسعة من مساء يوم أمس (الثلاثاء) من إطاحة مشعوذ إيراني"، مبينة أن "المشعوذ يلقب بالشيخ ويدّعي المعرفة بالطب النبوي وشفاء الأمراض النفسية والجلطة القلبية وجلطة الدماغ وأمراض المعدة والكلى والهورمونات، وتطويل القامات".
وأضاف أن "المشعوذ جمع أموالا كثيرة من المواطنين عن طريق النصب والاحتيال مقابل وعود بشفاء المرضى النفسيين"، مؤكدا أنه "أسّس لشبكة واسعة من العلاقات مع النساء واستحصل على مبلغ 500 دولار أميركي من كل واحدة منهن مقابل وعود بتطويل قاماتهن، وأن هاتفه الجوال ضبطت به صور للعديد من النساء اللواتي تحايل عليهن".
القبض على مشعوذ إيراني والتحقيق معه
وأكدت "احتجاز المشعوذ (ح. ر. د) استنادا إلى قانون العقوبات العراقي، وأن التحقيق جار معه في القضية"، داعية "المواطنين إلى الإبلاغ عن مثل هؤلاء الأشخاص حماية لهم ولأموالهم من النصب والاحتيال".
وتنفذ القوات الأمنية العراقية حملات متتابعة لملاحقة الممتهنين لأعمال السحر والشعوذة، ضمن قانون العقوبات الذي يصنف تلك الأعمال ضمن جرائم "النصب والاحتيال".
من جهته، قال النقيب في الشرطة المجتمعي، طه اللهيبي، إن "حملات الملاحقة الميدانية الإلكترونية، التي تم تكثيفها في السنتين الأخيرتين، حجّمت نشاط المشعوذين في محافظات البلاد، إلا أنها لم تنهها". وبيّن لـ"العربي الجديد"، أن "نشاط هؤلاء يكثر في المناطق الشعبية التي تكون غير متحضرة، وأن أكثر ضحاياهم من النساء، وتوجد نسب أيضا من الرجال وفئة الشباب، وقد تم القبض في الفترات السابقة على مشعوذين من جنسيات عدة أكثرهم إيرانيون".
ودعا النساء ممن وقعن ضحايا لهؤلاء المشعوذين، إلى "الإبلاغ عنهم"، مؤكدا أن "التبليغ عن هؤلاء هو أهم خطوة لتخليص المجتمع من شرّهم، وأن الجهات الأمنية تحفظ سرية البلاغات ولا يتم كشفها لأحد، مراعاة للتقاليد المجتمعية، وعدم إحراج النساء اللواتي وقعن ضحايا لأعمال الشعوذة".
وعلى مدار السنوات الماضية، أطلقت وزارة الداخلية العراقية حملات أمنية واسعة استهدفت العاملين في ما يعرف بالمراكز الروحانية أي السحرة والمشعوذين، كان أكبرها خلال عامي 2017 و2018، ما أدى إلى اعتقال العشرات منهم استناداً إلى أحكام المادة 456 من قانون العقوبات العراقي الذي يجرم تلك الأعمال. إلا أنهم عادة ما يظهرون في مناطق أخرى بعد فترة، خصوصاً في الأحياء الفقيرة أو المناطق الشعبية. وتصل عقوبة المدان بالسحر والشعوذة في القانون العراقي إلى السجن خمس سنوات وتصنف على أنها من أعمال النصب والاحتيال.