سجّلت محافظة ذي قار جنوبي العراق، فجر اليوم الإثنين، أكثر من 300 حالة اختناق نتيجة تسرب غاز الكلور في محطة تصفية المياه، ضمن بلدة "قلعة سكر"، الواقعة شمالي مدينة الناصرية، في حادث هو الثاني من نوعه بمحطات المياه بالبلاد في أقل من شهر واحد.
وذكرت مصادر أمنية عراقية، أنّ التسرب الذي نجم عن تلف في صمام أسطوانة للكلور في محطة تصفية المياه ببلدة "قلعة سكر" ضمن محافظة ذي قار 300 كيلو متر جنوبي بغداد، "أدى إلى تسرب شديد لغاز الكلور ما تسبب في تسجيل 310 حالات اختناق في المنطقة بينها حالات شديدة"، مؤكدة أنّ "وحدات الصيانة استطاعت السيطرة على الخلل الفني ومعالجته في ساعة مبكرة من فجر اليوم".
ونقلت وسائل إعلام عراقية عن المصادر ذاتها، أن الحادث ناجم عن الإهمال وليس متعمداً.
من جهته، أكد أحد أطباء مستشفى البلدة، أن "أغلب حالات الاختناق تمت معالجتها وغادر المصابون المستشفى"، وبين الطبيب الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "بعض الحالات مازالت تحت العناية المركزة وتتلقى العلاج، ونأمل بمغادرتها اليوم في حال تحسنها".
بدورها، قالت مديرية ماء ذي قار، إن "التسرب كان بسيطاً وتمت السيطرة عليه سريعا"، وأوضح مدير ماء البلدة، فلاح العتابي، أنه "حادث تسرب بسيط بإحدى قناني الكلور، أدى إلى تأثر المواطنين، ودخلوا إلى المستشفي وغادر معظمهم بعد تلقي العلاج".
إلا أن محافظ ذي قار، محمد هادي الغزي، وجّه بـ"إقالة المُقصّرين في الحادث"، وذكر المكتب الإعلامي للمحافظ في بيان، أن "المحافظ أوعز أيضا بإعفاء المقصرين جميعا من مناصبهم في دائرة ماء قلعة سكر، لما تسببوا به من ضرر جسيم على المواطنين"، مبينا أن "حالات التحسس والاختناق الناجمة عن التسرب من قنينة كلور كانت بسيطة، وقد غادر الجميع المستشفى بعد تحسن حالتهم الصحية".
يشار إلى أن الفساد المستشري في البلد، تسبب بتراجع مستوى الخدمات بشكل عام، وأن أغلب دوائر ومؤسسات الدولة تفتقر إلى الصيانة والتطوير، فضلا عن أن المتابعة من قبل الجهات المسؤولة والمحاسبة القانونية للمقصرين بأداء العمل ضعيفة، ما يتسبب بتسجيل حوادث، كحالات تسرب غاز الكلور والحرائق وغير ذلك.