عثر الأهالي في حيّ حطلة بمدينة دير الزور شرق سورية، مساء الأربعاء، على جثة يافع يبلغ من العمر 17 عاماً، مشنوقاً في منزل عائلته.
وأوضح موقع موال للنظام السوري، أن الشاب وُجد مشنوقاً في منزل ذويه في الحي بالطابق الثاني بعد تفقد غيابه من قبل أسرته، وذلك نقلاً عن أقاربه الذين أوضحوا أن الضحية لا يعاني من مشاكل صحيّة أو نفسيّة، ويحضّر لامتحانات الشهادة الثانوية العامّة للعام المقبل، لافتين إلى أنّ والد الشّاب سافر قبل أيام للعمل في السعوديّة.
ووفقاً للمصدر نفسه، فقد نُقل الشاب إلى المركز الصّحي في الحي، ومن ثم إلى الهيئة العامّة لمشفى "الأسد" في مدينة دير الزور حيث تأكّدت وفاته، وبدأت بعدها شرطة النّظام السوري بالتحقيقات في الحادثة، مع اللجوء لتشريح الجثّة لمعرفة أسباب الوفاة.
وتأتي هذه الحادثة، لتضاف إلى حوادث سابقة وثقها "المرصد السوري لحقوق الإنسان" في تقرير هذا الشهر عن انتحار شاب في العشرين من عمره في قرية الغيلانية بريف حلب، بعد رفض زوجته العودة معه إلى المنزل، وذلك باستخدام سلاح فردي.
كما عثر الأهالي يوم الخميس الماضي، في قرية ضهر مطرو في منطقة الدريكيش بريف طرطوس على جثة شاب يبلغ من العمر 29 عاما، مشنوقا عند أحد المقامات الدينية في القرية، والشاب من خريجي كلية الحقوق، يدعى محمد نواف ديب. وكان ديب التحق بالخدمة العسكرية في صفوف قوات النّظام قبل حوالي الشهر من انتحاره.
كما سجلت حالة انتحار أيضا لشاب في بلدة بوقا بريف اللاذقية يوم الخميس الماضي، بينما انتحر يوم 13 يونيو/حزيران في مدينة سلمية بريف حماة الشرقي، رجل من مدينة حمص يقيم في المدينة من مواليد 1977.
ومن بين الحالات أيضا، انتحار فتاة قاصر شنقا في منزل عائلتها ببلدة ناحتة بريف درعا في 14 يونيو/حزيران، بسبب الضغوطات النفسية. كما سجلت حالة انتحار لرجل في العقد السادس من العمر بتناول السم في قرية مشتى عازار بريف حمص الغربي. وفق "المرصد السوري لحقوق الإنسان".
وربط اختصاصي الأمراض النفسية الدكتور ماجد فهيم، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، حوادث الانتحار بأسباب عديدة ومركبة، ومنها وجود خلل في العلاقات الأسرية والزوجية وغياب دعم العائلة، إضافة للبطالة وسوء الأوضاع الاقتصادية، وإدمان الكحول والمخدرات والأزمات والضغوط النفسية المفاجئة، إضافة إلى الظروف التي خلقتها الحرب.
ومن الناحية القانونية، هناك إجراءات يجب أن تتخذ في حال وقوع حادثة انتحار، خاصة بحالة انتحار حدث دون سنّ 18 عاماً، كما أكد الحقوقي عاصم الزعبي عضو "تجمع أحرار حوران"، الذي بيّن لـ"العربي الجديد" أنه في "موضوع الانتحار خاصّة بالنسبة للأعمار دون سن 18 سنة، فإن القضاء والسلطات التحقيقية من شرطة وأمن جنائي، ينظرون إلى أمرين، الأوّل، أسباب الانتحار، وما إذا كان الأهل يمارسون أيّ نوع من الضغوط والاعتداء والتعنيف على الضحية. والأمر الثاني، هو هل للأمر علاقة بتعاطي المخدّرات وفي هذه الحالة تتم محاسبة ذوي الحدث، لكن العقوبة لا تكون قاسية، وتكون بالسّجن لفترة قصيرة، وعادة تتم التحقيقات حسب الأصول للأمن الجنائي أو الشرطة المدنية بحسب المنطقة التي وقعت فيها الحادثة".
وتابع الزعبي "المساءلة واجبة ومفروضة بموجب القانون، يجب بأي حالة وفاة تسجيل الأسباب عند الحكومة وخاصة حالات الانتحار يفتح تحقيق رسمي ويرسل للنيابة العامة، لكي يحوّل للقضاء بحال رأت النيابة العامة أن هناك دواعي لذلك، يبتّ في الأمر قاضي التحقيق ثم قاضي الإحالة، أو يتم طي الملف إذا لم تكن هناك أسباب موجبة لتحويله إلى الجهات القضائية".
In Syria, @WHO has supported 3,400 suicide prevention cases since 2013. In 2021, WHO trained over 700 doctors and NGO members on the management of mental health and suicide prevention issues. pic.twitter.com/xV5OmcBNF8
— WHO Syria (@WHOSyria) September 10, 2021
وسجلت 175 حالة انتحار في مناطق سيطرة النظام السّوري عام 2022، وفق تصريحات صحافية سابقة لرئيس الطبابة الشرعية زاهر حجو. بينما سجلت 3400 حالة انتحار في سورية ما بين عامي 2013 و2021 وفق إحصائيات منظمة الصحة العالمية.