أعلنت جمعية الهلال الأحمر الليبي، اليوم الجمعة، عثورها على جثث في وادي زمزم جنوبي مدينة سوكنة، إحدى مدن منطقة الجفرة وسط جنوبي البلاد.
وبحسب ما جاء في بيان للمكتب الإعلامي للجمعية، فإنّه بعد التثبت من هويات أصحاب الجثث تبيّن أنّ خمساً منها تعود إلى مصريين، وواحدة إلى شخص مجهول الهوية.
وقد أفاد مصدر من مديرية أمن منطقة الجفرة، "العربي الجديد"، بأنّ "مواطنين أبلغوا المديرية، مساء أمس الخميس، عن جثث ملقاة في أحد شعاب وادي زمزم، الواقع على بعد 90 كيلومتراً من مدينة سوكنة، فيما عمدت فرق أمنية تابعة للمديرية إلى انتشال تلك الجثث ونقلها إلى مستشفى من دون التحقيق في الحادثة".
وأشار المصدر الأمني نفسه إلى أنّ "التحقيقات الأولية أكّدت أنّ خمس جثث تعود إلى أشخاص مصريين، فيما يُرجّح أن تعود السادسة إلى من شخص من جنسية أفريقية". وأضاف أنّ "الجثث في الأودية تبدو ظاهرة لافتة. فالأسبوع ما قبل الماضي عُثر على جثّتَين في المكان ذاته، إحداهما تعود إلى شخص مصري والأخرى إلى شخص من جنسية أفريقية".
ورجّح المصدر نفسه أنّ "لذلك، بحسب ما يبدو، علاقة بشبكات تهريب المهاجرين السريين، خصوصاً أنّ وادي زمزم يقع بالقرب من خطوط نشاط المهرّبين، في حين تتوفّر في المكان مخازن أنشأها المهرّبون لتجميع المهاجرين السريين قبل نقلهم إلى نقاط التهريب على شاطئ البحر".
تجدر الإشارة إلى تسجيل ارتفاع متزايد في موجات المهاجرين السريين المنطلقة من السواحل الليبية نحو شواطئ أوروبا، لم يُعرَف مثله منذ أعوام لأسباب مختلفة، أبرزها الهدوء النسبي الذي تعيشه ليبيا منذ نحو عام.
وقد أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أنّ 20 ألفاً و257 مهاجراً سرياً أُنقذ أو اعتُرض طريقه منذ بداية العام الجاري وحتى مطلع شهر أغسطس/ آب الجاري في البحر، وهو ما يعادل تقريباً إجمالي عدد المهاجرين السريين الذين أُنقذوا أو اعتُرض طريقهم في العام الماضي وأُعيدوا إلى ليبيا.
وقال الحقوقي والباحث في شؤون الهجرة أنور الورفلي، لوكالة "فرانس برس"، إنّ "تسجيل ليبيا طفرة غير مسبوقة في أعداد المهاجرين يحمل مؤشرات عديدة، أبرزها توقّف الحرب الأخيرة في غرب البلاد، والذي مهّد لحالة استقرار أمني، ولو نسبياً، وبالتالي شجّع المهرّبين مجدداً على العمل على إيهام المهاجرين بوجود فرص مثالية لعبور البحر الأبيض المتوسط".