العثور على جثتي مهاجرين على الحدود التونسية الجزائرية

12 يوليو 2023
مهاجرون أفارقة في مدينة صفاقس التونسية (أسوشييتد برس)
+ الخط -

عثر سكّان في منطقة حدودية بين تونس والجزائر على جثتين على الأقلّ تعودان لمهاجرين أفريقيين من جنوب الصحراء الكبرى، بحسب ما أكّد مصدر قضائي تونسي وشاهد، الثلاثاء.

وقال المتحدث باسم محكمة توزر (جنوب غربي تونس)، نزار إسكندر: "فتحنا بحثاً تحقيقياً في وفاة إثر العثور على جثتين لمهاجرين من دول جنوب الصحراء. الأولى تم العثور عليها قبل عشرة أيام على الأقلّ والثانية الاثنين".

وقال أحد سكّان منطقة حزوة الحدودية، لوكالة فرانس برس طالباً عدم الكشف عن هويته، إنّ "الجثتين تعودان لشابين وسلمناهما للحماية المدنية".

وأضاف أنّه خلال الأيام الفائتة "وصلت حافلتان تقلان مهاجرين عددهم نحو مئة شخص".

وتابع: "العديد من المهاجرين يحاولون الوصول إلى واحات النخيل حيث يمدّهم السكّان بالطعام والماء".

وإثر صدامات بين سكان في محافظة صفاقس ومهاجرين أودت بحياة مواطن تونسي، تمّ طرد العشرات من المهاجرين من جنسيات دول أفريقيا من صفاقس (وسط شرق)، والتي أصبحت نقطة الانطلاق الرئيسية للهجرة غير القانونية في اتجاه السواحل الأوروبية، وتم نقلهم إلى مناطق حدودية مع الجزائر وليبيا، بحسب منظمات غير حكومية.

وروى يوسف بلاير (25 عاماً)، وهو مهاجر من ساحل العاج، أنّه أوقف في 4 يوليو/ تمّوز في صفاقس عندما كان بصدد ركوب قطار للتوجّه إلى تونس العاصمة، ونُقل مع مئات المهاجرين الآخرين إلى الحدود مع الجزائر.

وأضاف: "كنّا في ستّ حافلات وانتشرنا في الغابة وتمّ إنزالنا بضربنا"، مشيراً إلى أن مجموعته المكونة من 8 أفراد انخفض عددها إلى 6 "لأنّ اثنين لم يعد بإمكانهما الاستمرار" ومواصلة السير.

وتابع "نعاني كثيراً، وننجح في العثور على القليل من الماء في الغابة لكن ليس لدينا ما نأكله.. وقد تمكنّا فقط من إعادة شحن هواتفنا".

وأكّد المهاجر الذي عمل لحّاماً لـ4 سنوات في محافظة صفاقس أنّه في كلّ مرة يحاول فيها مع رفاقه السير على الطريق، تدفعهم الشرطة إلى الخلف نحو الغابة والحدود الجزائرية.

وأضاف "لقد حدث ذلك خمس مرات حتى الآن".

وتشهد تونس في هذه الفترة من السنة موجة حرّ شديدة خصوصاً في المناطق الجنوبية.

وقالت سلسبيل شلالي، مديرة مكتب تونس في منظمة هيومن رايتس ووتش، الاثنين، إنّ "جميع المهاجرين الذين يراوح عددهم بين 500 و700 شخص والذين كانوا عند الحدود مع ليبيا تمّ نقلهم إلى مكان آخر".

لكن المنظمة أشارت، مساء الثلاثاء، إلى وجود "عشرات الأشخاص الذين طردتهم قوات الأمن (من صفاقس) عالقين في المنطقة الفاصلة" عند الحدود التونسية الليبية، جنوب راس جدير.

وشدّدت شلالي على أن هؤلاء "بحاجة لمساعدة فورية ولنقلهم إلى مكان آمن"، وقد نشرت على تويتر تسجيل فيديو لنساء ورجال جالسين أو ممددين تحت أشعة الشمس.

وانتشر خطاب الكراهية تجاه المهاجرين الذين دخلوا تونس بطريقة غير نظامية منذ دان الرئيس التونسي قيس سعيّد الهجرة غير النظامية في فبراير/شباط الفائت واعتبرها تهديدًا ديمغرافيًا لبلاده.

والاثنين، قال سعيّد في بيان إنّ تونس "لقّنت هذه الأيام درساً للعالم في الرعاية والإحاطة بهؤلاء الضحايا ولن تقبل أبداً بأن تكون ضحية وستتصدّى لكلّ محاولات التوطين التي جَهَرَ بها البعض، كما لن تقبل إلا من كان في وضع قانوني طبق تشريعاتها الوطنية".

(فرانس برس)

المساهمون