يعاني عدد من الطلاب الجزائريين العائدين من أوكرانيا، من عدم إدماجهم في الجامعات الجزائرية في بعض التخصصات كالطب، فضلاً عن عرقلة سفرهم لاستكمال دراستهم في الجامعات البرتغالية، على الرغم من حصولهم على تسجيل ووثيقة إقامة مؤقتة في البرتغال.
ووجه النائب عن الجالية الجزائرية في أوروبا وأميركا، فارس رحماني، استجواباً إلى وزير الداخلية إبراهيم مراد، أمس الاثنين، خلال جلسة في لجنة الشؤون الاقتصادية، لمطالبته بتسوية مشكلة الطلبة الجزائريين المغتربين العائدين من أوكرانيا، والعالقين في الجزائر، بسبب رفض السلطات الجزائرية الاعتراف بوثيقة "حماية" التي أصدرتها السلطات البرتغالية لفائدة الطلبة الذين قامت الجامعات الأوكرانية بتحويل ملفاتهم إلى الجامعات البرتغالية، حيث رفضت سلطات مطارات الجزائر الدولية السماح لهم بالسفر لاستكمال الدراسة في الجامعات البرتغالية.
واستند رحماني إلى لائحة أرسلها الطلبة المعنيون بهذه التعطيلات، أكدوا خلالها أن اختيارهم الانتقال للدراسة من أوكرانيا إلى البرتغال بسبب الحرب، كان بعد تفاهمات بين الجامعات البرتغالية والأوكرانية التي تولت تحويل ملفاتهم الدراسية إلى البرتغال، ومنح الطلبة ورقة "الحماية"، ما سمح لهم بالالتحاق بالدراسة في الجامعات البرتغالية، بينما لا يزال آخرون يزاولون الدراسة عن بعد عبر تقنية الفيديو، لكن بعض الطلبة الذين جرى إجلاؤهم إلى الجزائر أثناء الحرب، يواجهون في الآونة الأخيرة صعوبات لمغادرة الجزائر، حيث لم يسمح لهم بالسفر، بسبب عدم الاعتراف بورقة الحماية، واشتراط التأشيرة.
وقال الطالب بلال شية لـ"العربي الجديد" إن "ورقة حماية مؤقتة، هي وثيقة تعوض بطاقة الإقامة، ونظام تطبقه الحكومة البرتغالية على المواطنين من جنسيات مختلفة المقيمين في أوكرانيا والذين غادروها بسبب الحرب، وتسمح لحاملها بالسفر من وإلى البرتغال دون تأشيرة، والاستفادة من مكان إيواء ومنحة إعاشة مدتها سنة ويجري تجديدها كل ستة أشهر".
وأضاف "تواصلنا بدورنا مع السلطات البرتغالية التي أكدت لنا مراراً وتكراراً عن إمكانية السفر بأريحية نحو البرتغال دون أية عراقيل، لكننا نواجه مشكلة المنع من السفر بهذه الوثيقة في المطارات الجزائرية"، كاشفاً عن أن معظم الطلبة اختاروا الجامعات البرتغالية لاستكمال الدراسة فيها، لموافقتها على مكافئة سنوات الدراسة نفسها في أوكرانيا.
وفي وقت سابق كان وزير التعليم العالي الجزائري، كمال بيداري، قد أعلن رداً على استجواب نيابي آخر، حول وضعية الطلبة الجزائريين العائدين من أوكرانيا أن السلطات الجزائرية أحصت 107 طلاب عائدين من أوكرانيا، يتوزعون على تخصصات مختلفة، لا سيما العلوم الطبية والطيران وبعض فروع الهندسة والإعلام الآلي والترجمة واللغات والعلوم التجارية، أُدمج جزء منهم في المؤسسات الجامعية الجزائرية.
لكن الوزارة تحفظت في السياق نفسه على إدماج بعض الطلبة في بعض التخصصات كالعلوم الطبية، والتي تعتمد على اشتراط الامتياز الدراسي معياراً للانتقاء، واعتبرت أن إدماجهم يفوق القدرات الاستيعابية لمختلف المؤسسات، ويتطلب إجراء تدريبات تطبيقية على مستوى المؤسسات الاستشفائية، واعتبرت أن عملية إدماج الطلبة العائدين من دولة أوكرانيا في مجال الطب، خاصة "قد تخلق مساساً بمصداقية التكوين في هذه الميدان"، ما دفعهم إلى السعي لطلب استكمال دراساتهم ببعض بلدان أوروبا الشرقية.