يعاني أهالي مدينة الطبقة السورية والقرى المحيطة بها من تفشي داء اللشمانيا الجلدي، بالإضافة للعديد من مناطق محافظة الرقة الخاضعة لسيطرة مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، ويطالب الأهالي بعلاج ومكافحة المشكلة الرئيسية المسببة للشمانيا وهي ذبابة الرمل المنتشرة بكثرة في المنطقة.
عيسى الأمين، 47 عاماً، يعاني وأطفاله الثلاثة من اللشمانيا، ويتلقون العلاج حالياً في مركز صحي مخصص لعلاجها بمدينة الطبقة، كما يوضح لـ"العربي الجديد"، ويقول: "في الأيام الأولى ظننت ما على ذراعي بثرة جلدية عادية، لكن بدأت تنتفخ وتتحول للون الأحمر، ونفس الأمر بدأ يظهر عند أطفالي وزوجتي، العديد من البثور، وعند مراجعة المركز الصحي في المدينة تبين أنها ناجمة عن اللشمانيا".
ويضيف: "ما زلنا نتلقى العلاج في المركز الصحي بالمدينة، الحقن تعطى بمكان البثرة إضافة للمعقمات الجلدية، والطبيب أخبرني أن طفلي الأكبر بحاجة لاستخدام مرمم جلدي بعد انتهاء العلاج، كون إحدى البثور الظاهرة في وجهه قد تترك له أثراً بعد الانتهاء من علاجها بحال لم يتم استخدام مرمم جلدي فوراً بعد العلاج".
وبيّن عمر عبد الرزاق لـ"العربي الجديد" أنه يجب علاج المشكلة الرئيسية المسببة للشمانيا في المدينة والقرى المحيطة بها، وذلك عن طريق مكافحة الحشرة الناقلة لها، مشيراً إلى أن بلدية الشعب في الطبقة مع ارتفاع الإصابات باللشمانيا بشكل كبير خلال عامي 2018 - 2019 كانت تنظم حملات لرش مبيدات الحشرات لكن هناك تقصيراً في الوقت الحالي بالنسبة لهذا الموضوع.
وأشار مصدر محلي لـ"العربي الجديد" إلى أن الإصابات تتركز بشكل رئيسي في مدينة الطبقة، فهناك فرد واحد على الأقل مصاب من العوائل فيها، وأضاف المصدر أن الإصابات تزداد في الوقت الذي بدأت فيه، قبل أيام، بلدية الشعب التابعة للإدارة الذاتية بمشروع استبدال 1000 متر من شبكة الصرف الصحي في المدينة، وذلك نتيجة الأضرار الكبيرة التي تعاني منها الشبكة والتي تتسبب بانتشار الحشرات الضارة الناقلة للأمراض.
وأوضح أخصائي الأمراض الجلدية الطبيب عامر أبو زيد لـ"العربي الجديد": "حشرة ذبابة الرمل التي لا يتجاوز حجمها نصف حجم البعوضة هي الناقل الرئيسي للمرض، وتنشط في هذه الفترة من العام، والإصابة تؤدي إلى ندبات قد تكون دائمة في حال لم تعالج باللقاحات المناسبة، ومنها ما يصيب الجلد، وآخر أخطر يصيب الأمعاء والأعضاء الداخلية مثل الكبد والكلى، ونوع نادر يعرف باللشمانيا المخاطية، والإصابة بها لمرة واحدة تعطي مناعة دائمة ضدها".
وفي عام 2018 أشرف الهلال الأحمر الكردي على علاج نحو 400 مصاب باللشمانيا، بينما سجلت 4000 إصابة مطلع عام 2019 في مدينة الرقة وريفها، وكانت الإصابات تصاعدت بشكل كبير في معظم مناطق المحافظة مع مطلع عام 2018.
وتُعد مدينة الطبقة ثاني أهم مدن محافظة الرقة، 240 ألف نسمة، وتُقسم لقسمين: المدينة القديمة الطبقة، والمدينة الجديدة، التي أنشئت بعد بناء سد الفرات عام 1986، وتُعرف باسم مدينة الثورة.