دعت السلطات الصينية، اليوم الجمعة، إلى توخّي الحذر مع انتشار أمراض تنفسية في المدارس والمستشفيات. يأتي ذلك في حين أنّها أوضحت عدم اكتشافها أيّ "مسبّبات غير عادية أو جديدة" على صلة بتزايد إصابات في الجهاز التنفسي بشمال البلاد، بحسب ما ذكرت منظمة الصحة العالمية، أمس الخميس، بعد أن ضغطت على بكين للحصول على بيانات مفصلة حول هذه المسألة.
ومنذ منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تراقب منظمة الصحة العالمية البيانات الواردة من أنظمة المراقبة الصينية والتي تظهر زيادة في أمراض تنفسية بين الأطفال في شمال الصين. وقد أعلنت، أوّل من أمس الأربعاء، أنّها قدّمت طلباً رسمياً إلى بكين للحصول على مزيد من التفاصيل حول ذلك.
تجدر الإشارة إلى أنّ الصين تشهد زيادة كبيرة في الإصابات بأمراض الجهاز التنفسي مع أوّل موسم شتاء مذ رفعت في ديسمبر/كانون الأول 2022 القيود الصارمة التي فرضتها للحدّ من تفشّي كوفيد-19.
Since mid-October 2023, WHO has been monitoring data from Chinese surveillance systems that have been showing an increase in respiratory illness in children in northern China.
— World Health Organization (WHO) (@WHO) November 23, 2023
Today, WHO held a teleconference with Chinese health authorities in which they provided requested data… pic.twitter.com/lkO22QrelQ
وأوضحت منظمة الصحة العالمية أنّها عقدت اجتماعاً عن بُعد، أمس الخميس، مع المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها ومستشفى بكين للأطفال. وبيّنت المنظمة في تقرير أنّ "السلطات الصينية أفادت بعدم رصد أيّ مسبّبات غير عادية أو جديدة للأمراض أو أيّ أعراض سريرية غير عادية، بما في ذلك في بكين وإقليم لياونينغ، إنّما فقط زيادة عامة مذكورة سابقاً في أمراض الجهاز التنفسي نتيجة مسبّبات الأمراض المعروفة".
أضافت منظمة الصحة العالمية أنّ السلطات الصينية "ذكرت كذلك أنّ الارتفاع في الإصابات بأمراض الجهاز التنفسي لم يؤدّ إلى تدفّق مرضى إلى المستشتفيات تتجاوز أعدادهم قدرات" تلك المؤسسات الصحية.
وأكدت الوكالة التابعة للأمم المتحدة أنّها "تراقب الوضع عن كثب وأنّها على اتصال وثيق بالسلطات الوطنية في الصين"، مشيرة إلى أنّها "سوف تواصل الكشف عن كلّ جديد بحسب الضرورة".
وأوصت منظمة الصحة العالمية سكان الصين باتباع الإجراءات اللازمة للحدّ من مخاطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي. ويشمل ذلك التحصين باللقاحات الموصى بها ضدّ الإنفلونزا وكوفيد-19 ومسبّبات الأمراض التنفسية الأخرى، بالإضافة إلى الابتعاد عن المرضى، وملازمة المنازل في حالة المرض، والخضوع لفحوص، والاستفادة من الرعاية الطبية بحسب الحاجة، ووضع كمامات عندما يقتضي الأمر ذلك.
وفي الوقت نفسه، أفادت المنظمة بأنّها "لا توصي بأيّ إجراءات محدّدة (استثنائية) للمسافرين إلى الصين".
في سياق متصل، أشار مجلس الدولة في الصين (الحكومة المركزية) إلى أنّ الإنفلونزا سوف تبلغ ذروتها في فصل الشتاء وكذلك في فصل الربيع، وأنّ حالات الإصابة بالمفطورات الرئوية سوف تظلّ مرتفعة في بعض المناطق في المستقبل. كذلك حذّر من خطر عودة انتشار كوفيد-19.
والمفطورات الرئوية أو "ميكوبلازما" الرئوية عدوى بكتيرية شائعة تصيب كلّ الفئات العمرية، وخصوصاً الأطفال، منتشرة في الصين منذ مايو/ أيار الماضي.
وتصادف في شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل الذكرى السنوية الرابعة لرصد فيروس كورونا الجديد (سارس-كوف-2) المسبّب لمرض كوفيد-19 في مدينة ووهان الواقعة وسط الصين، والتبليغ عن تفشّيه. وكانت منظمة الصحة العالمية قد انتقدت مراراً السلطات الصينية، بعد تفشّي كورونا، بأنّها تفتقر إلى الشفافية والتعاون. وبعد مرور نحو أربعة أعوام على رصد إصابات كورونا الأولى في ووهان، ما زال الجدل محتدماً حول منشأ هذا الفيروس.
(فرانس برس، رويترز)