الصين تسابق الزمن لكبح تفشي كورونا في ذروة موسم الأسفار

06 يناير 2023
دعت بكين الصينيين إلى وضع الكمامات في أثناء استقلالهم وسائل النقل العام (سو يانغ/ Getty)
+ الخط -

تسعى الصين إلى التقليل من احتمال حدوث تفشٍّ جديد لوباء كورونا واسع النطاق، في خلال ذروة موسم السفر المرتبط بعطلة العام القمري الصيني الجديد في شهر يناير/ كانون الثاني الجاري، بعد إنهاء معظم القيود الخاصة باحتواء أزمة كورونا التي كانت تُطبَّق في إطار استراتيجية "صفر كوفيد".

ودعت وزارة النقل الصينية المسافرين، اليوم الجمعة، إلى الحدّ من الرحلات والتجمّعات، لا سيّما إذا كانت تشمل كبار السنّ والنساء الحوامل والأطفال الصغار والذين يعانون من ظروف صحية هشّة، لا سيّما أنّ الإصابات بكوفيد-19 تتصاعد في البلاد.

وقال نائب وزير النقل شو تشنغ قوانغ، في إفادة صحافية، إنّه يتوجّب على الأشخاص الذين يستخدمون وسائل النقل العام وضع الأقنعة الواقية (الكمامات) وإيلاء اهتمام خاص لصحتهم ونظافتهم الشخصية.

ولم تصل الدعوة إلى حدّ مطالبة المواطنين بالبقاء في منازلهم تماماً، مثلما فعلت حكومة بكين في بداية انتشار فيروس كورونا الجديد (سارس-كوف-2) قبل أكثر من ثلاثة أعوام، في إطار استراتيجية "صفر كوفيد"، على الرغم من أنّ ثمّة حكومات محلية في البلاد حثّت العمّال المهاجرين على عدم العودة إلى ديارهم في العطلة.

وكانت الصين قد أنهت في ديسمبر/ كانون الأول المنصرم نظاماً صارماً يشمل الإغلاق والحجر الصحي والاختبارات الجماعية، وسط مخاوف متزايدة من آثار "صفر كوفيد" على الاقتصاد الصيني ومن الاحتجاجات الشعبية النادرة التي قامت في بلد لا يسمح بمعارضة سياسية مفتوحة.

ويبدو أنّ موجة التفشّي الحالية قد أتت سريعة جداً في المدن المكتظة بالسكان، الأمر الذي يشكّل ضغطاً على نظام الرعاية الصحية. وبالتالي، تشعر السلطات الآن بالقلق من احتمال انتشار الوباء إلى المدن الصغيرة والمناطق الريفية التي تفتقر إلى الموارد مثل أسرّة العناية المركزة.

وفي هذا السياق، راحت دول عديدة تشترط على المسافرين الوافدين من الصين إلي أراضيها الخضوع لفحوص كورونا، بحجّة أنّ الحكومة الصينية لا تعلن عن معلومات كافية حول تفشّي الوباء، لا سيّما في ما يتعلق باحتمال ظهور متحوّرات جديدة من الفيروس.

وقد شجّع الاتحاد الأوروبي، أوّل من أمس الأربعاء، دوله الأعضاء بشدّة على فرض فحوص كورونا للمسافرين قبل مغادرتهم الصين. كذلك فرضت دول أخرى، من بينها الولايات المتحدة الأميركية، إبراز المسافر نتيجة سالبة لفحص كورونا أُجري في خلال 48 ساعة من موعد المغادرة. من جهتها، أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها بشأن نقص البيانات الواردة من بكين.

وانتقدت الصين تلك الشروط، وحذّرت من أنّها قد تفرض إجراءات مضادة بحقّ الدول التي تستخدمها. وقال متحدّثون رسميون إنّ الوضع تحت السيطرة، رافضين الاتهامات بعدم استعداد البلاد لإعادة الفتح.

وفي هذا الإطار، رأت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الجمعة، أنّه يتوجّب على الاتحاد الأوروبي تقييم وضع وباء كورونا في الصين "بموضوعية وإنصاف". وجاء تصريح المتحدثة باسم الوزارة ماو نينغ، في خلال إفادة إعلامية دورية، رداً على سؤال حول توصية الاتحاد الأوروبي بإجراء فحص كورونا للمسافرين قبل مغادرتهم الصين.

(أسوشييتد برس، رويترز)

المساهمون