كشف بحث، اليوم الجمعة، أنّ الصين أعلنت عن عشرات المشاريع الجديدة كثيفة الكربون في النصف الأول من 2021، بعد أيام من تقرير مهم للأمم المتحدة حثّ على تحرّك عالمي عاجل للحدّ من استخدام الوقود الأحفوري، والحيلولة دون خروج تغيّر المناخ عن السيطرة.
يأتي هذا بينما يحثّ خبراء المناخ في العالم الحكومات على القيام بتحرّك حاسم وسط زيادة موجات الطقس المتطرّف، مثل حرائق الغابات المدمرة والجفاف، وحتى الأمطار الغزيرة التي شهدها وسط الصين وكانت الأشد منذ ألف عام. ويقول خبراء إنّ هذه الموجات ترتبط على نحو مباشر بالضرر الذي يلحقه الإنسان بالبيئة عبر انبعاثات الكربون.
وكشف التقرير أنّ الصين، أكبر مستهلك للفحم في العالم وأكبر مصدر لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، أعلنت خلال النصف الأول من العام عن خطط لتشييد 18 من أفران الصهر الجديدة تعمل بالفحم، أي أكثر مما فعلت في العام الماضي بأكمله، فضلاً عن اقتراح بتشييد 43 وحدة في محطات توليد الكهرباء تعمل بالفحم.
وتعهّدت الصين بتحقيق حيادية الكربون بحلول 2060، لكنها تواجه مطالب متزايدة بتحديد أهداف أكثر طموحاً والتحرك على نحو أسرع.
وتعاني الصين بشدّة، هذا العام، من تأثير التغيّر المناخي، إذ أسفرت أمطار غزيرة في وسط الصين عن مقتل 21 شخصاً على الأقل، وفق ما أعلن التلفزيون الرسمي، في كارثة تأتي بعد فيضانات مدمّرة، الشهر الماضي، أودت بحياة أكثر من 300 شخص. وتشهد مقاطعة خوباي الواقعة على بعد ألف كيلومتر غرب شنغهاي، تساقط أمطار غزيرة منذ الأربعاء.
وتأثرت منطقة ييتشنغ بشكل خاص بالأمطار، مع تسجيلها سقوط معدل متساقطات بلغ أكثر من 400 ملم الخميس وحده، في معدل قياسي، وفق ما أفادت قناة "سي سي تي في". وأظهرت صور طرقاً رئيسية في المدينة غارقة في سيل من المياه الموحلة ومنازل محاصرة. وعمل رجال إنقاذ ليلاً على إجلاء سكان حاصرتهم المياه، بينما وجد سكان آخرون في جرافة ملجأ لهم. وتسبّبت الأحوال الجوية السيئة في خوباي، بانهيارات أرضية ودمّرت مئات المنازل وأسفرت عن إجلاء قرابة ستة آلاف شخص، وفق مكتب إدارة الطوارئ في المقاطعة.
ولم تسلم مدينة سويتشو الواقعة على بعد 140 كيلومتراً شرق ييتشنغ من تداعيات الأمطار. ونقلت صحيفة محلية عن أحد السكان أنّ مستوى المياه "بلغ أمس ما يصل إلى مترين أو ثلاثة أمتار"، مضيفاً: "تدمّر منزل جيراني بالكامل.. لم نرَ أمطاراً غزيرة بهذا الشكل منذ عشرين أو ثلاثين عاماً". ومن المتوقع هطول أمطار غزيرة مجدداً، الجمعة، بحسب خدمات الأرصاد الجوية الصينية، تحديداً في جنوب غرب البلاد والعديد من المناطق في الشرق حول شنغهاي. وتحدث الفيضانات كل صيف في الصين جراء الأمطار الموسمية. لكنها تعد مهمّة بشكل خاص هذا العام. وضربت أمطار غزيرة، لم تشهدها البلاد منذ ستة عقود، وسط الصين في 20 يوليو/تموز، واجتاحت جزءاً من المترو في مدينة تشنغتشو. خلال ثلاثة أيام، سقطت أمطار في المدينة توازي معدل متساقطات سنة بأكملها. وتسبّب ذلك بمقتل 300 شخص على الأقل، وفق حصيلة رسمية.
(رويترز، فرانس برس)