الصين تتوعّد منتقدي إجراءات مكافحة كورونا المشدّدة

06 مايو 2022
يشعر سكان بكين بالغضب من القيود المفروضة (أندريا فيرديلي/ Getty)
+ الخط -

يشعر سكان بكين بالغضب من القيود المفروضة لمكافحة فيروس كورونا التي تحدّ من تنقلاتهم، لكن يساورهم القلق أيضاً من تسجيل العشرات من حالات كوفيد-19 الجديدة يومياً، فيما هدّد قادة الصين باتخاذ إجراءات ضد منتقدي سياسة صفر كوفيد.

وتتكبد الصين تكلفة باهظة وتواجه انتقادات عامة على مواقع الإنترنت الخاضعة لسيطرة مشددة، وتعزل نفسها بشكل متزايد عن العالم الذي أصبحت فيه قيود كوفيد-19 شيئاً من الماضي.

وعلى الصعيد الدولي، اشتكت الهيئات الصناعية من أن هذه القيود لها تداعيات اقتصادية عالمية. وفي الداخل ينتاب السكان القلق بشأن فرض قيود صعبة وطويلة الأمد.

وسعت بكين جاهدة لتجنب الارتفاع الهائل في الإصابات على النحو الذي أجبر شنغهاي، المركز التجاري والمالي في البلاد، على فرض إغلاق شبه كامل لأكثر من شهر.

وبعد اجتماع اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي، أعلى هيئة لصنع القرار في البلاد، أفاد التلفزيون الحكومي في وقت متأخر أمس الخميس بأن الصين ستواجه أي تعليقات وأفعال تشوه أو تشكك أو ترفض سياستها لمكافحة فيروس كورونا.

وحذرت اللجنة من أن تخفيف القيود، التي فُرضت في عشرات المدن في ثاني أكبر اقتصاد في العالم وتؤثر على حياة مئات الملايين من الناس، سيؤدي إلى إصابات واسعة النطاق.

واليوم الجمعة، ردّت افتتاحية في صحيفة الشعب اليومية الرسمية التابعة للحزب الشيوعي على الاتهامات، بأن سياسة الصين بشأن كوفيد-19 تعطل الاقتصاد والتجارة العالميين.

وقالت من دون أن تذكر أسماء بعينها: "كثيراً ما هاجم بعض السياسيين الأميركيين وشوّهوا إجراءات الصين لمكافحة الجائحة والسيطرة عليها، وحاولوا إلقاء اللوم على الصين في ما يسمى بتعطيل سلاسل الإمدادات العالمية".

وأضافت أن أولوية الصين هي أرواح الناس، وأنه على الرغم من زيادة الضغط على اقتصادها يمكن للبلاد التغلب على الصعوبات.

وذكر التلفزيون الحكومي أن مجلس الوزراء أكد أنه سيتم تطبيق المزيد من تدابير الدعم لتحقيق الاستقرار في سوق العمل ومساعدة قطاع التجارة الخارجية.

وسجلت بكين عشرات الحالات الجديدة يومياً خلال أسبوعين تقريباً منذ تفشي الفيروس. وقال المسؤولون اليوم الجمعة إنهم سجلوا 72 إصابة أمس الخامس من مايو/ أيار، وهو أعلى رقم حتى الآن.

مراكز دائمة للفحوص بعد الإغلاق

وبدأت الصين منذ فترة بإنشاء آلاف المراكز الدائمة لإجراء فحوص (بي.سي.آر)، إذ انتهت بالفعل من تسعة آلاف مركز في شنغهاي وحدها، مع سعي السلطات إلى "تطبيع" الضوابط الصارمة المتعلقة بالجائحة حتى بعد انتهاء مرحلة الإغلاق الحالية.

وفي الوقت الحالي، ما زال ما يقرب من 25 مليون نسمة في شنغهاي يخضعون لشكل من أشكال الإغلاق، بينما تكافح المدينة أكبر تفشٍّ لفيروس كورونا في الصين.

ولكن في محاولة لتفادي حدوث اضطرابات في المستقبل، تعمل السلطات على إنشاء نظام من شأنه أن يجعل اختبار كوفيد-19 المنتظم من الخصائص الدائمة للحياة اليومية.

ومن بين تسعة آلاف موقع اختبار في شنغهاي، قال رئيس بلدية شنغهاي وو تشين اليوم الجمعة إن هناك خمسة آلاف موقع بدأ العمل بالفعل.

وأوضح مسؤولون أن مراكز الفحص، الموجودة في المناطق السكنية والمجمعات الصناعية والمباني الإدارية وعند مداخل محطات القطار ومترو الأنفاق، ستسمح بإجراء اختبار كوفيد-19 في غضون 15 دقيقة فقط.

(رويترز)

المساهمون