الصومال: بنك الدم العام الوحيد يكافح في بلد أنهكته الحرب

16 فبراير 2022
تفجير مقديشو في عام 2017 كان الحافز على إنشاء بنك الدم العام (محمد عبد الوهاب/فرانس برس)
+ الخط -

 

عندما وقع التفجير الأكبر في تاريخ الصومال الذي قُتل فيه أكثر من 500 شخص في أكتوبر/تشرين الأوّل من عام 2017 بالعاصمة مقديشو، وقف الطبيب أحمد عبد القادر محمد يراقب يائساً المصابين وهم ينزفون حتى الموت. وبعد عام تحديداً، في أكتوبر 2018، أنشأ محمد خدمة "بنادر للدم" كأوّل بنك دم عام في البلاد منذ عام 1991. ويدير هذا البنك 20 متخصصاً يتوزّعون فيما بين طبيب وممرّض وفنيّ مختبر، علماً أنّه يوفر تبرّعات منقذة للحياة لمعظم مستشفيات مقديشو.

يقول محمد (32 عاماً) لوكالة "رويترز": "يسعدنا أن نعمل في بنك الدم هذا... ليس في البلاد بنك دم عام آخر وثمّة حاجة ملحّة" في هذا الإطار، علماً أنّ المستشفيات الخاصة تملك بنوك دم صغيرة لها. وبالنسبة إلى محمد فإنّ "الذين يموتون بسبب نقص الدم أكثر من الذين يموتون بالرصاص".

وتُعَدّ عدم القدرة على الوصول إلى مصدر دم آمن سبباً رئيسياً من أسباب الوفاة في أثناء الولادة. وتقضي نحو خمسة آلاف امرأة صومالية سنوياً من مضاعفات الولادة، وفقاً لبيانات أصدرتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في عام 2017، وهي أحدث البيانات المتوافرة. وفي العام نفسه، سُجّلت 740 وفاة مرتبطة بأعمال إرهابية وفقاً لمؤشّر الإرهاب العالمي.

وبالإضافة إلى النساء الحوامل وضحايا العنف، تذهب تبرّعات الدم كذلك إلى الذين يعانون من أمراض مزمنة. وفي هذا الإطار، يخبر معلم راجي علي لوكالة "رويترز"، قائلاً: "أعاني من مشكلات في الكلى منذ فترة طويلة... وأخضع لغسل كلوي. لذا، إنّ هذا المكان (بنادر للدم) يساعدني. هم يوفّرون لي الدم مجاناً... الحمد لله".

لكنّ واحداً من التحديات الصعبة هو إقناع الناس بالتبرّع بالدم. صحيح أنّ المخاوف المتعلقة بهذا التبرّع تراجعت بعض الشيء بعد هجوم عام 2017 عندما دعت الحكومة الناس إلى ذلك، لكنّ محمد يشير إلى أنّ "المفاهيم الخاطئة ما زالت موجودة".

ويخبر محمد أنّ رجلاً أحضر والدته للعلاج، قال له إنّه سيموت لو تبرّع بالدم. ويعلّق بأنّ "هذا أمر غريب في المجتمع. الناس مقتنعون بأنّهم سيلقون حتفهم إذا قاموا بذلك". يُذكر أنّ فريق العاملين شرح لذلك الرجل أنّ العملية آمنة، ليقتنع في نهاية الأمر بالتبرّع.

من جهته، يرى محمد حاجي حسين (20 عاماً) أنّ التبرّع بالدم صار "مبعث فخر" له. ويقول لوكالة "رويترز": "أتبرّع بدمي للصوماليين. أتفهّم أنّ ثمّة نقصاً في الدم، لذلك أتبرّع لأنقذ الناس".

أمّا في ما يخصّ التحديات الأخرى، فيشير مؤسس "بنادر للدم" إلى النقص في المعدّات وتوفير رسوم التشغيل الشهرية البالغة 700 دولار أميركي.

تجدر الإشارة إلى أنّ البنك يخزّن نحو 100 وحدة دم، والوحدة الواحدة قادرة على إنقاذ حياة ثلاثة أشخاص وفقاً لبيانات منظمة الصحة العالمية.

(رويترز)