الصليب الأحمر الدولي: المنطقة العربية تحتضن 16 مليون لاجئ

19 يونيو 2023
توقعات بتزايد أعداد النازحين في السودان خلال الفترة المقبلة (فرانس برس)
+ الخط -

قالت المتحدثة الإقليمية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إيمان الطرابلسي إن المنطقة العربية تحتضن حوالي 16 مليون لاجئ بسبب تواصل النزاعات وأحدثها الاشتباكات الراهنة في السودان.

أضافت الطرابلسي، متحدثة لـ"الأناضول"، أن أكبر ملفات اللاجئين في المنطقة هو ملف اللاجئين السوريين، إذ يتجاوز عددهم خمسة ملايين لاجئ، وأغلبهم موجودون في المناطق والدول المجاورة (تركيا ولبنان والأردن والعراق)، موضحة أن "اللاجئين الموجودين في الدول القريبة، لا سيما لبنان والأردن، يعيشون في هشاشة إضافية، بسبب معاناة تلك الدول من أزمات اقتصادية وصعوبات داخلية، وهو ما يجعل وضعهم في هذه البلدان أكثر صعوبة".

الطرابلسي: تجاوز عدد النازحين في سورية 6 ملايين، وفي اليمن 5 ملايين

وتابعت: "في اليوم العالمي للاجئين (20 يونيو/حزيران)، لا بد من الإشارة إلى أنه من التحديات الكبيرة هي موجة النزوح الداخلي في المناطق العربية، التي تشهد نزاعات مسلحة، في سورية وحدها تجاوز عددهم ستة ملايين نازح وداخل اليمن تجاوز العدد خمسة ملايين".

وهؤلاء النازحون، بحسب الطرابلسي، "يواجهون في مناطق النزاع معاناة حقيقية، ويعيشون في أوضاع هشة وغير قادرين على الحصول على أبسط الخدمات مثل السكن اللائق والخدمات الصحية والمياه النظيفة"، مؤكدة أن "اللجنة غير موجودة على الحدود التركية من الجهة السورية، حيث يوجد لاجئون سوريون، لأن تركيا ليست منطقة نزاع، والهلال الأحمر التركي يقوم بالواجب مع اللاجئين هناك".

ارتفاع عدد المفقودين في السودان

وفي الشأن السوداني، قالت الطرابلسي إن القتال المتواصل بين الجيش وقوات "الدعم السريع" منذ أكثر من 9 أسابيع "يلقي بآثاره على السكان، ويؤدي إلى موجات نزوح داخلية كبيرة جدا وهجرة إلى الدول المجاورة، والتي هي بالفعل تعيش نزاعات ومعاناة".

وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة، الأربعاء، أن عدد النازحين قسرا داخل السودان وخارجه بلغ 2.2 مليون شخص، وهو ما زاد العدد الإجمالي للاجئين والنازحين في العالم إلى نحو 110 ملايين شخص في مايو/أيار الماضي، وهو مستوى مرتفع غير مسبوق، لكن الطرابلسي أفادت بأن "أعداد اللاجئين والنازحين في السودان غير دقيقة حتى الساعة، ولكنها كبيرة ومن المرجح أن تكبر خلال الفترات المقبلة"،

وأشارت إلى أن أزمة الهجرة أو النزوح داخل السودان لها تأثيرات عديدة، من أبرزها "زيادة في أعداد المفقودين والذين تم الإبلاغ عنهم من قِبل عائلاتهم"، موضحة أنه "نتيجة عمليات النزوح والهجرة عادة ما يفقد (أفراد) العائلات الصلة أو الاتصال بعضهم ببعض، وبالتالي يتم إبلاغنا بأنهم مفقودون، ومن المرجح أن تخلف الأزمة ملف مفقودين كبيرا جدا سيتواصل لسنوات بعد انتهاء النزاع".

وبالنسبة لأسباب فقدان أشخاص، قالت إن "جزءا منها يتعلق بعمليات النزوح والهجرة، ولكن الكثير منهم توفوا من دون علم ذويهم، وحاليا من الصعب انتشال الجثث والتعرف إليها، وجزء منهم محتجزون لدى أحد أطراف النزاع".

وأودى القتال في السودان بحياة أكثر من ثلاثة آلاف شخص وأصاب ما يزيد عن ستة آلاف آخرين، وفقا لما أعلنته وزارة الصحة السبت.

رسالة اليوم العالمي للاجئين

واليوم العالمي للاجئين هو مناسبة تهدف إلى زيادة الوعي بقضايا اللاجئين والنازحين في جميع أنحاء العالم وتسليط الضوء على التحديات التي يواجهونها.

وبمناسبة ذلك اليوم، أعربت الطرابلسي عن "الأسف لاستمرار النزاعات في المنطقة العربية إلى الآن"، مشددة على أن "الحلول السياسية هي الباب الرئيسي أو الخطوة الأساسية لحلحلة هذه النزاعات، وبالتالي حل ملف النازحين واللاجئين".

وحذرت الطرابلسي من التداعيات، وقالت إن "الفترة المقبلة من المرجح أن تكون شديدة الصعوبة بالنسبة لجميع الفاعلين الإنسانيين، بما فيهم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالتزامن مع تواصل أزمات التمويل".

وختمت بأن "ضعف التمويل يؤثر على اللاجئين الأكثر هشاشة وضعفا، والمتضررون من النزاعات القائمة سوف يتلقون أقل نسبة من الخدمات اللازمة والأساسية، وكانوا لا يتلقون الدعم اللازم نظرا إلى محدودية قدرة الفاعلين الإنسانيين على الإغاثة ولضخامة احتياجاتهم (اللاجئون)".

(الأناضول)

المساهمون