- النقص الحاد في المياه النظيفة يؤدي إلى زيادة الأمراض مثل التهابات الجهاز التنفسي والإسهال، مع استهلاك الفرد أقل من لترين من الماء يوميًا، مما يشير إلى تدهور الأوضاع الصحية.
- انهيار نظام الرعاية الصحية في غزة مع تقديم خدمات جزئية في 11 مستشفى فقط، وتدعو أونروا إلى وقف فوري لإطلاق النار وتحسين الظروف المعيشية والصحية للنازحين بسبب الأوضاع الإنسانية الصعبة.
حذّرت منظمة الصحّة العالمية من أنّ ارتفاع الحرارة في غزّة يهدّد بتدهور الوضع الصحي في القطاع المحاصر والمستهدف بحربٍ مدمّرة منذ نحو سبعة أشهر، وذلك مع انتهاء فصل الشتاء واقتراب فصل الصيف، وبالتزامن مع موجة حرّ أخيرة. وشرحت أنّ الطقس الحار يزيد من حدّة المشكلات الصحية عموماً. وقالت المتحدّثة باسم منظمّة الصحة العالمية، مارغريت هاريس، لمراسل وكالة الأناضول، إنّ نحو مليونَي شخص يعيشون في خيام بالقطاع المحاصر الذي يتعرّض الفلسطينيون فيه إلى حربٍ مدمّرة متواصلة لليوم 209. وأفادت بأنّ خيام النازحين البلاستيكية في قطاع غزّة نُصبت في مساحات مفتوحة، وبالتالي، فإنّها لا تقي من الحرارة إلا قليلاً. يُذكر أنّ هذا بديهي، خصوصاً أنّ أشعة الشمس تكون مسلّطة مباشرة على الخيام التي تؤوي الفلسطينيين الذين هجّرتهم آلة الحرب الإسرائيلية، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأوضحت المتحدثة باسم منظمّة الصحة العالمية أنّ "في حال كنت تعاني من مشكلات في القلب وتعرّضت لدرجات حرارة عالية جداً، فإنّ احتمال إصابتك بنوبة قلبية يتزايد". وبيّنت أنّ الأوضاع في قطاع غزّة المحاصر والمستهدف تساهم في إضعاف مناعة الأجسام، بسبب الطقس الحارّ، محذّرةً من انتشار الأمراض المعدية وتفاقمها.
وتطرّقت هاريس إلى نقص المياه النظيفة في مختلف أنحاء قطاع غزّة، واستهلاك الفرد أقلّ من لترَين في اليوم. ولفتت إلى رصد 712 ألف حالة التهاب في الجهاز التنفسي العلوي، و380 ألف حالة إسهال، و87 ألف حالة جرب في نحو سبعة أشهر من الحصار المشدّد والقصف المتواصل والتجويع.
وأكّدت المتحدثة الأممية أنّ "نظام الرعاية الصحية في قطاع غزة انهار كلياً"، مبيّنةً أنّ 11 مستشفى فقط من أصل 36 تقدّم خدمات جزئية، في حين أنّ 25 منها لا تعمل على الإطلاق. وتابعت أنّ ثمّة ستة مستشفيات ميدانية في القطاع، وتلك المستشفيات تبذل قصارى جهدها لتقديم أفضل الخدمات الممكنة.
في سياق متصل، كانت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) قد أعلنت، في 28 إبريل/ نيسان المنصرم، بأنّها تلقّت أنباءً تفيد بوفاة طفلَين على الأقلّ، في رفح أقصى جنوبي القطاع، وسط ارتفاع الحرارة في غزة الذي تسبّب أخيراً في موجة حرّ قاسية. ولفتت الوكالة الأممية، في بيان، إلى أنّ الأطفال يدفعون الثمن الأكبر في هذه الحرب، داعيةً إلى وقف فوري لإطلاق النار. وشدّدت على أنّ الأوضاع الإنسانية في القطاع تزداد سوءاً، بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
As temperature rises, life conditions in Gaza worsen.
— UNRWA (@UNRWA) April 28, 2024
Displaced people have access to less than 1l of water per person per day for drinking, washing & bathing, against the 15l minimum according to @SpherePro Standards.
Children pay the highest toll: we need a #CeasefireNow. pic.twitter.com/F3JIRKYjzp
وأوضح المفوّض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، في منشور سابق على موقع إكس، إن قطاع غزّة تعرّض "خلال الأيام القليلة الماضية لموجة حرّ غير عاديّة، الأمر الذي فاقم الأوضاع المعيشية غير البشرية لمليون ونصف مليون شخص في رفح يعيشون في خيام من النايلون". وسأل: "ما الذي يتعيّن (على الفلسطينيين) تحمّله أكثر؟"، وعدّد "الموت والجوع والمرض والنزوح"، مضيفاً "والآن العيش في ملاجئ (خيام) تشبه الدفيئات الزراعية تحت حرارة حارقة".
وكان الدفاع المدني في قطاع غزة قد حذّر، في وقت سابق، من انتشار الأوبئة والأمراض في مخيّمات النزوح جنوبي القطاع، خصوصاً بين الأطفال والنساء الحوامل، مع اشتداد الحرّ. ويأتي ارتفاع الحرارة في غزة المسجّل أخيراً وسط اكتظاظ المخيّمات بأعداد كبيرة من الفلسطينيين المهجّرين. وفي هذا السياق، طالب الدفاع المدني منظمّة الصحة العالمية بـ"الإسراع لإنقاذ حياة مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين، والتدخّل لإيجاد أماكن (مراكز إيواء) بديلة عن الخيام، ولا سيّما أنّنا مقبلون على موجات حرّ شديدة متتالية". كذلك دعا النازحين بالخيام للالتزام بإجراءات السلامة قدر المستطاع، والإكثار من شرب المياه، ومحاولة تهوية خيامهم، وإبعاد الأطفال عن أشعة الشمس، خصوصاً خلال فترة الذروة.
(الأناضول، العربي الجديد)