أفادت منظمة الصحة العالمية، اليوم الأربعاء، بأنّ أكثر من 18 ألف إصابة بمرض جدري القرود سُجّلت على مستوى العالم في 78 دولة، معظمها في أوروبا. وكانت المنظمة قد أعلنت، يوم السبت الماضي، أنّ تفشي جدري القرود يُعَدّ حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً عالمياً.
أضافت منظمة الصحة العالمية، في إحاطتها الدورية لهذا المرض الذي يتسبّب فيه فيروس يحمل الاسم نفسه، أنّ 98% من حالات جدري القرود التي أُبلغ عنها في خارج أفريقيا حيث يتوطّن الفيروس رُصدت بين رجال مثليين. وقد حثّ المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس هؤلاء الرجال على النظر في تقليل عدد الشركاء الجدد الذين يمارسون معهم الجنس وتبادل البيانات مع أيّ شريك جديد.
وأكّد غيبريسوس، في مؤتمر صحافي من جنيف، أنّ "هذا تفشّ يمكن إيقافه"، شارحاً أنّ "أفضل طريقة للقيام بذلك هي تقليل مخاطر التعرّض (للمرض)... هذا يعني اتّخاذ خيارات آمنة لنفسك وللآخرين".
من جهته، أشار المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية في المنظمة مايك رايان إلى أنّ ثمّة عملية تجرى لإعادة تسمية جدري القرود، بهدف تجنّب استخدام الاسم "كسلاح" أو بطريقة عنصرية.
وأوصت منظمة الصحة العالمية بأن تتلقّى الفئات المعرّضة لخطر الإصابة لقاحاً مضاداً لجدري القرود، ويشمل ذلك الرجال المثليين متعدّدي الشركاء وكذلك العاملين في مجال الرعاية الصحية. وأوضحت في هذا السياق أنّ الحماية الكاملة تتطلّب أسابيع عدّة بعد الحصول على الجرعة الثانية من اللقاح، لذلك يتعيّن على الناس اتّخاذ تدابير احترازية أخرى.
ولفت غيبريسوس إلى أنّ ثمّة 16 مليون جرعة من اللقاح المعتمد تقريباً متاحة لمن يحتاجها، مضيفاً أنّ منظمة الصحة العالمية تحثّ الدول التي تملك مخزوناً من اللقاحات على تقاسمها في ظلّ محدودية الإمدادات.
وكان جدري القرود يمثّل مشكلة صحية عامة في مناطق بأفريقيا أهملها العالم على مدى عقود من الزمن، لكنّ الإبلاغ عن حالات خارج البلدان التي يتوطّن فيها المرض بدأ في مايو/ أيار الماضي. ويتسبّب جدري القرود في أعراض تتراوح ما بين خفيفة ومعتدلة عموماً، من بينها الحمّى والتعب وبثور جلدية مؤلمة تختفي في غضون أسابيع قليلة. وفي هذا الإطار، بيّنت منظمة الصحة العالمية أنّ نحو 10% من المرضى نُقلوا إلى المستشفيات في ظلّ التفشّي الحالي، علماً أنّ خمسة مصابين توفّوا متأثّرين بإصاباتهم وجميعهم في أفريقيا.
من جهة أخرى، أفاد المكتب الإقليمي للأميركيتَين في منظمة الصحة العالمية، اليوم الأربعاء، بأنّ نحو 5300 إصابة بجدري القرود سُجّلت حتى الآن في نحو 18 دولة ومنطقة في الأميركيتَين، معظمها في الولايات المتحدة الأميركية وكندا والبرازيل. وقالت نائبة مدير المنظمة ماري لو فالديز في مؤتمر صحافي إنّ كلّ الحالات تقريباً ما زالت تُسجَّل بين رجال مثليّين تتراوح أعمارهم ما بين 25 و45 عاماً، لكنّها حذّرت من أنّ أيّ شخص يمكن أن يُصاب بالمرض بغضّ النظر عن نوعه أو ميوله الجنسية.
(رويترز)