تزداد معاناة النازحين السوريين في مخيمات الشمال السوري، بالتزامن مع بدء موجات البرد والصقيع والأمطار الغزيرة، في ظل انخفاض دعم المنظمات الإنسانية، وغلاء الأسعار، وارتفاع نسبة البطالة، وقلة فرص العمل، وتدني أجور العاملين. عوامل منعت قاطني الخيام من شراء مواد التدفئة.
ورصد موقع "العربي الجديد" مخيمات شحشبو والجنوب والجهاد الواقعة جنوبي مخيمات أطمة بريف إدلب الشمالي، ضمن مناطق سيطرة المعارضة السورية، شمال غرب سورية، والتي تضم 350 عائلة نازحة من أرياف إدلب وحماة وحلب، وقد تسببت العاصفة المطرية الأخيرة بتضرر 60 خيمة داخلها.
وأكد معظم قاطني المخيمات الثلاثة، أنهم لم يستطيعوا تأمين مستلزمات التدفئة للشتاء، بسبب ارتفاع أسعار المحروقات، وتوقف دعم المنظمات الإنسانية، وقلة فرص العمل، مما اضطر غالبيتهم إلى شراء مدافئ مستعملة، واستخدام وسائل التدفئة البدائية الخطرة "النايلون، والبلاستيك، ومشتقات النفايات".
وكانت عاصفة مطرية متوسطة الشدة قد ضربت مناطق شمال غرب سورية يومي السبت والجمعة، وأدت إلى أضرار ضمن أكثر من 22 مخيماً في مناطق متفرقة من الشمال السوري، أبرزها مناطق ريف حلب الشمالي، ومناطق من ريف إدلب.
وبحسب فريق "منسقو استجابة سورية"، فإن العاصفة أدت إلى تضرر 41 خيمة بشكل كامل، ودخول مياه الأمطار إلى 57 خيمة أخرى، كما سجلت أضراراً جزئية في 56 خيمة أخرى، فيما بلغ عدد الأفراد المتضررين من العواصف الأخيرة أكثر من 6,893 نسمة.
وتسبّبت الأمطار التي تساقطت أخيراً في حدوث فيضانات وانقطاع الطرقات داخل المخيمات، وتضرر عدد من الكتل السكنية والكرفانات بعد دخول مياه الأمطار إليها، علماً أنها شيّدت لتكون بديلاً عن الخيام وتأمين الاستقرار للنازحين.