الشبكة السورية توثق مقتل أكثر من 29 ألف طفل منذ 2011

20 نوفمبر 2020
قتلت مخلفات الحرب مئات الأطفال السوريين (Getty)
+ الخط -

قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، الجمعة، إن نحو 29375 ألف طفل قتلوا في سورية منذ مارس/آذار 2011، من بينهم 179 طفلا قتلوا تحت التعذيب، و4261 من المختفين قسرا، بينما تم تجنيد مئات الأطفال، ويعاني آلاف الأطفال من التشرد القسري.

وذكرت الشبكة في تقرير بمناسبة اليوم العالمي للطفل، أن أطفال سورية تعرضوا لمختلف أنواع الانتهاكات، دون أية خصوصية أو مراعاة، مع تجاهل الجهات المنتهكة للقانون الدولي الذي ينص على ضرورة مراعاة حقوق الطفل، إذ صنف الأمين العام للأمم المتحدة سورية على أنها أسوأ بلدان العالم وفقا لعدد الانتهاكات في تقرير حول "الأطفال والنزاع المسلح" عام 2019، رفعه إلى مجلس الأمن الدولي.

وقال المدير التنفيذي للشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني: "ما زالت الانتهاكات بحق أطفال سورية مستمرة، وبعضها يصل إلى جرائم بحق الإنسانية، وهذا مدمر لأجيال، ولمستقبل الشعب السوري، وهذه الانتهاكات فرع عن استمرار النزاع المسلح، وفشل مجلس الأمن والمجتمع الدولي في إيجاد أي حلٍّ سياسي، فالنظام السوري الدكتاتوري لن ينقل السلطة بشكل سلمي مهما قتل وشرَّد من أطفال سورية، وهو المتسبب الرئيس في الانتهاكات، والمرتكب الأعظم لها".

ووثق التقرير مقتل 29375 طفلاً على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سورية حتى 20 نوفمبر/ تشرين الثاني، من بينهم 22864 قتلوا على يد قوات النظام، و2005 على يد القوات الروسية، و958 على يد تنظيم داعش، و66 على يد هيئة تحرير الشام، كما قتلت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) ذات القيادة الكردية 225 طفلاً، وقتلت المعارضة المسلحة/ الجيش الوطني 992 طفلاً، وقتل 925 طفلاً إثرَ هجمات لقوات التحالف الدولي، و1340 طفلاً قتلوا على يد جهات أخرى.


وأوضح التقرير أنَّ ما لا يقل عن 4956 طفلاً لا يزالون قيد الاعتقال/ الاحتجاز أو الاختفاء القسري على يد أطراف النزاع، من بينهم 3609 على يد قوات النظام، و37 على يد هيئة تحرير الشام، و652 على يد "قوات سورية الديمقراطية"، و339 على يد المعارضة المسلحة/ الجيش الوطني، كما أنَّ 319 طفلاً اعتقلهم تنظيم داعش قبل انحساره، لا يزالون قيد الاختفاء القسري، وقتل 179 طفلاً بسبب التعذيب، من بينهم 173 قضوا في مراكز الاحتجاز التابعة للنظام السوري.

وأوضح التقرير أن النظام السوري يتصدر مرتكبي الانتهاكات مقارنة ببقية أطراف النزاع، إذ تسبَّبت عمليات القصف المستمرة في تدمير كلي أو جزئي لما لا يقل عن 1189 مدرسة، و29 من رياض الأطفال، كما أدى التشريد القسري لقرابة 5 ملايين سوري بسبب الهجمات والانتهاكات إلى تفشي الفقر، وتحوَّل كثير من الأطفال إلى معيلين لأسرهم، وانتقل الطفل إلى ساحة العمل بدلاً من الدراسة.

وأكدت الشبكة أن قوات النظام استخدمت العنف الجنسي كسلاح حرب وأداة انتقام تجاه المجتمع، بمن فيه الأطفال، وتسبَّبت عمليات العنف الجنسي بتداعيات جسدية ونفسية طويلة الأمد على الأطفال الضحايا، وأحصت الشبكة ما لا يقل عن 539 حادثة عنف جنسي على أطفال،كما استخدمت قوات النظام الأطفال ضمن عمليات تجنيد، وأنشأت لهم معسكرات تدريب خاصة، وتسبَّب تجنيد الأطفال في مقتل ما لا يقل عن 57 طفلاً في ميادين القتال.

ووفق التقرير، يعيش نحو مليون طفل في المخيمات المنتشرة في سورية، في ظروف سيئة تنعدم فيها أقل مقومات الحياة من نظافة وخصوصية ومسكن ورعاية طبية، كما يعاني فيها الأطفال من مخاطر مخلفات الحرب، وقتل 427 طفلا بهجمات استخدم فيها النظام ذخائر عنقودية، أو بسبب مخلفات قديمة لذخائر عنقودية، كما أن التدخل الروسي لصالح النظام في سبتمبر/ أيلول 2015، تسبب بمقتل 67 طفلا، ودمرت طائراتها 220 مدرسة.

واستعرضت الشبكة انتهاكات هيئة تحرير الشام، والتي أنشأت معسكرات تدريب خاصة بالأطفال، وألحقتهم بدورات للتأثير على معتقداتهم، وتوجيههم لحمل السلاح،كما سيطرت على مدارس في مناطق سيطرتها، وحولتها إلى مقرات مدنية أو عسكرية.

ووثقت الشبكة ما لا يقل عن 113 حالة تجنيد للأطفال نفذتها "قوات سورية الديمقراطية"، وقتل منهم 29 طفلا خلال المعارك، بينما تعد "قسد" مسؤولة عمّا لا يقل عن 10 اعتداءات على مدارس واقعة في مناطق سيطرتها.

وجندت فصائل المعارضة المسلحة الأطفال ضمن قواتها مستغلة الأوضاع المعيشية لهم، وقتل 5 أطفال منهم في مواجهات مسلحة، كما سجل التقرير تعرض ما لا يقل عن 35 مدرسة لاعتداءات على يد المعارضة المسلحة/ الجيش الوطني.

ودعا التقرير إلى حماية الأطفال، ومساعدة المشردين قسرا منهم، سواء أكانوا لاجئين أم نازحين، خاصة الفتيات، ومراعاة احتياجاتهن الخاصة، والوفاء بالالتزامات أمام معاهدة حقوق الطفل، مشددا على ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الممكنة ضد النظام وحلفائه، قانونيا وسياسيا وماليا، وكذلك ضد مرتكبي الانتهاكات بحق الأطفال في سورية، وضرورة الوفاء بالتبرعات والالتزامات المالية التي تعهدت بها الدول لرفع سوية التعليم والصحة.

المساهمون